مولود يولد على محبة ما يلائم بدنه من الأغذية والأشربة، فيشتهي اللبن الذي يناسبه"١.
ثم قال: "والنبي ﷺ شبه اللبن بالفطرة...
والطفل مفطور على أنه يختار شرب اللبن بنفسه، فإذا تمكن من الثدي لزم أن يرتضع لا محالة، فارتضاعه ضروري إذا لم يوجد معارض، وهو مولود على أن يرتضع، فكذلك هو مولود على أن يعرف ربه، والمعرفة ضرورية لا محالة إذا لم يوجد معارض.
.... فتبين أن فيها قوة موجبة لحب الله. والذل له، وإخلاص الدين له، وأنها موجبة لمقتضاها إذا سلمت من المعارض، كما فيها قوة تقتضي شرب اللبن الذي فطرت على محبته وطلبه"٢.
وإذا كان الأمر كذلك فإن الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - بعثوا ليذكروا الناس بما فطروا عليه من معرفة الله وتوحيده، ويدعوهم إلى موجبه ومقتضاهُ من الإسلام.
قال ابن القيم - رحمه الله -: "والله سبحانه قد أنعم على عباده من جملة إحسانه ونعمه بأمرين

١ درء تعارض العقل والنقل، (٨/٣٨٣، ٣٨٤).
٢ نفس المرجع ص (٤٤٨، ٤٤٩)


الصفحة التالية
Icon