وورد ذكر الأمر الكوني بقوله:
﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ ١.
ومن خصائص الربوبية: أفعال الله - سبحانه - العظيمة الحكيمة. وقد توسعت السورة في ذكر أفعاله - تبارك وتعالى - وما يحصل بها من أنواع التدبير للكون وما فيه، وآثارها المباركة على الناس. مع لفت أنظارهم إلى عقوباته التي تحل بالمكذبين المعاندين.
وهذا البيان لمظاهر ربوبيته - سبحانه - يأتي في مضمار بيان صفات الإله المستحق للعبادة، وأن اتصافه بالربوبية وخصائصها هو البرهان الأكبر على تفرده بالألوهية، ووجوب إفراده بالعبادة.
كما أن الإكثار من ذكر دلائل ربوبية الله، وأفعاله العظيمة، يؤدي بمن تأملها وتعقلها إلى استشعار عظمة الله تعالى، والفرق الهائل بينه - سبحانه - وبين سائر خلقه، مما يوجب القطع بتفرده بالألوهية والاشمئزاز من أن يجعل له مثلا أو شريكا في العبادة من الخلق الضعفاء المحتاجين المقهورين.
{بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا

١ سورة النحل آية (٤٠).


الصفحة التالية
Icon