المبحث الثاني: المراد بالأمثال التي نهي عن ضربها لله عز وجل.
اختلف المفسرون في المراد بالأمثال التي نُهي عن ضربها لله تعالى، في قوله: ﴿فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ﴾. وتبعا لذلك اختلفت أقوالهم في المراد بقوله تعالى في ختام الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾، التي هي تعليل للنهي.
وحاصل أقوالهم يرجع إلى قولين:
أولاً: أن المراد بالأمثال جمع مِثْل. وهو المماثل، والمكافئ، والند والشريك، والنهي عن ضرب الأمثال، المراد به: النهي عن الشرك واتخاذ الأنداد. سواء في ذلك:
أن يُجعل له أندادٌ مماثلون له في الذات أو الصفات.
أو أن يُعتقد أن له أندادا يماثلونه في شيء من الربوبية والأفعال.
أو أن يُتخذ معه أندادٌ يماثلونه في الألوهية واستحقاق العبادة.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية: "يعني اتخاذهم الأصنام، يقول: لا تجعلوا معي إلها غيري، فإنه لا إله غيري"١.
وقال قتادة - رحمه الله - في الآية:

١ انْظر: جامع البيان، لابن جرير، (٧/٦٢١).


الصفحة التالية
Icon