وأبلغ حجة وألطف معنى يشرف بهم على معرفة فضل حكمة الله وبيانه"١.
أهم صفات الإله الحق:
لقد تضمن السياق الذي ورد فيه النهي عن ضرب الأمثال لله تعالى من سورة (النحل) بيان أهم الصفات التي من اتصف بها كان مستحقا للعبادة، كما ذُكِرَت بقية الصفات في مواضع أخرى من القرآن.
فالله - سبحانه - عندما نهى عن اتخاذ الأنداد، بين أن اتخاذ الإله المعبود ليس خاضعا لهوى النفوس، والظنون والأوهام، وإنما هو أمر عظيم حيث يجب أن يتصف الإله بصفات تؤهله لهذا الأمر؛ مَن توفرت فيه تلك الصفات فهو الإله الحق، ومن كان متجردا منها فإنه أقل وأحقر من أن تُصرف له العبادة، ويقصده الناس برغباتهم ورهباتهم.
فبإدراك العبد لهذه الصفات تستشعر نفسه ذلك الفرق العظيم بين الإله الحق، وبين تلك الأنداد الباطلة التي سميت آلهة وهي لا تملك من الألوهية شيئا.
﴿إِنْ هِيَ إِلآَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَآؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الهُدَى﴾ ٢.

١ جامع البيان، (٢/٦٤، ٦٥).
٢ سورة النجم آية (٢٣).


الصفحة التالية
Icon