والعاجز لا يكون إلا مربوبا لا رباً"١.
ومما ورد في حق من عُبِدَ مِن دون الله من الجمادات، قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِي فَلاَ تُنظِرُونِ﴾ ٢.
فبين سبحانه أن في تلك الآلهة التي عبدها المشركون من الأوثان ونحوها نقصا ظاهرا، وهو أنها ليس لها أرجل ولا تستطيع المشي، وليس لها أيد، ولا تسمع ولا تبصر، وهذا يجعلها أنقص في الخلق من الذين يعبدونها، وكل عاقل يعلم أن توجه الإنسان لعبادة من هو أقل منه سفه وضلال.
طبيعة جعل هذا الصنف الأنداد لله:
هذا النوع من المشركين يقرون بربوبية الله، بأنه الخالق الرازق المدبر، إلا أنهم أشركوا معه في العبادة.
قال ابن جرير - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى: ﴿فَلاَ تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ ٣.

١ جامع البيان، (٤/٦٥٤).
٢ سورة الأعراف آية (١٩٤، ١٩٥).
٣ سورة البقرة آية (٢٢).


الصفحة التالية
Icon