فهؤلاء المشركون لا يعبدون من ألَّهوه مع الله لاعتقادهم أنه خالق متصرف، يرزق ويجلب النفع ويدفع الضر، فهم يقرون أن ذلك بيد الله، وإنما عبدوهم ليتوسلوا ويستشفعوا بهم إلى الله تعالى.
بين الله هذه الحقيقة من حالهم في سياق بدأه بالأمر بإخلاص العبادة له، حيث قال: ﴿إِنَّآ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الخَالِصُ﴾ ١.
ثم بيّن - سبحانه - طبيعة شرك هذا الصنف من المشركين من قريش وغيرهم من كفار العرب فقال: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ ٢.
ثم بيّن - سبحانه - أن زعمهم أن تلك الآلهة شفعاء لله ووسائط بينه وبين خلقه كذب وقول على الله بلا علم، وكفر، حيث قَال: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ ٣.

١ سورة الزمر الآيتان (٢، ٣).
٢ سورة الزمر آية (٣).
٣ سورة الزمر آية (٣).


الصفحة التالية
Icon