هَؤُلآءِ شُفَعَآؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}، يعني أنهم كانوا يعبدونها رجاء شفاعتها عند الله. قَال الله لنبيه محمد ﷺ ﴿قُلْ﴾ لهم: ﴿أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ﴾، يقول: أتخبرون الله بما لايكون في السموات ولا في الأرض؟ وذلك أن الآلهة لاتشفع لهم عند الله في السموات ولا في الأرض. وكان المشركون يزعمون أنها تشفع لهم عند الله. فقال الله لنبيه - ﷺ -: قل لهم: أتخبرون الله أن ما لا يشفع في السموات ولا في الأرض يشفع لكم فيهما؟ وذلك باطل... بل يعلم الله أن ذلك خلاف ما تقولون، وأنها لا تشفع لأحد ولا تنفع ولا تضر، ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾، يقول: تنزيها لله وعُلُواً عما يفعله هؤلاء المشركون، من إشراكهم في عبادته ما لا يضر ولا ينفع، وافترائهم عليه الكذب"١.
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -: " ﴿وَيَقُولُونَ﴾ قولاً خالياً من البرهان: ﴿هَؤُلآءِ شُفَعَآؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ أي: يعبدونهم، ليقربوهم إلى الله، ويشفعوا لهم عنده.
وهذا قول من تلقاء أنفسهم، وكلام ابتكروه هم، ولهذا قَال تعالى

١ جامع البيان، (٦/٥٤٢).


الصفحة التالية
Icon