الأنصاري) وقد أخرجه الطبراني في (مسند الشاميين) من طريق أبي اليمان عن شعيب فقال فيه (خزيمة بن ثابت الأنصاري) وقد أخرجه ابن أبي داود من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب، وقول من قال عن إبراهيم بن سعد (مع أبي خزيمة) أصح، وقد تقدم البحث فيه في تفسير سورة التوبة وأن الذي وجد معه آخر سورة التوبة غير الذي وجد معه الآية التي في الأحزاب، فالأول اختلف الرواة فيه على الزهري، فمن قائل (مع خزيمة) ومن قائل (مع أبي خزيمة) ومن شاك فيه يقول (خزيمة أو أبي خزيمة) والأرجح أن الذي وجد معه آخر سورة التوبة أبو خزيمة بالكنية، والذي وجد معه الآية من الأحزاب خزيمة، وأما خزيمة فهو ابن ثابت ذو الشهادتين كما تقدم صريحاً في سورة الأحزاب.
وقد أنكر القاضي أبو بكر بن الطيب هذا الحديث بالكلية، فجزم بأنه مضطرب، بل قال: يشبه أن يكون موضوعاً!.. مع أنه من رواية البخاري ومسلم.
وقد تصدى القاضي أبو بكر بن العربي للرد على ذلك في كتابه النفيس: أحكام القرآن، الجزء الثاني ص ١٠٣٧
(٥١٥) أوردنا هذه الروايات قبل قليل، وكررناها هنا لما فيها من فائدة تتعلق بمصير السنة بعد أبي بكر.
(٥١٦) نقلاً عن السيوطي في الإتقان جـ١ ص ٥٧
وتجدر الإشارة هنا أن البخاري في الصحيح أخبر أن قصة خزيمة وردت مرتين: في جمع أبي بكر وفي جمع عثمان، مع أن المعقول هنا أنها في عهد أبي بكر، والله أعلم.
روايتها في عهد أبي بكر، انظر فتح الباري جـ٨ ص ٣٤٤ كتاب التفسير سورة التوبة.
روايتها في عهد عثمان، انظر فتح الباري جـ٨ ص ٣٤٤ كتاب التفسير سورة الأحزاب.
ولكن حقق ابن حجر في الفتح هذه المسألة بقوله: الصحيح عن الزهري أن قصة زيد بن ثابت مع أبي بكر وعمر عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت، وقصة حذيفة مع عثمان عن أنس بن مالك، وقصة فقد زيد بن ثابت الآية من سورة الأحزاب في رواية عبيد بن السباق عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه، وقد رواه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن الزهري فأدرج قصة آية سورة الأحزاب في رواية عبيد ابن السباق، وأغرب عمارة بن غزية فرواه عن الزهري فقال: (عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه، وساق القصص الثلاث بطولها: قصة زيد مع أبي بكر وعمر؛ ثم قصة حذيفة مع عثمان أيضاً، ثم قصة فقد زيد بن ثابت الآية من سورة الأحزاب أخرجه الطبري، وبين الخطيب في (المدرج) أن ذلك وهم منه وأنه أدرج بعض الأسانيد على بعض.
(٥١٧) انظر ص ١٣٨ من هذه الدراسة
(٥١٨) إعجاز القرآن للباقلاني ص ٤٢
(٥١٩) سورة آل عمران ١٣٦
(٥٢٠) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكوفيين الأربعة ويعقوب
(٥٢١) وهي قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر.
الضروري بين القراءات، فكتبت الأحرف متعددة في مواضع الاختلاف بحسب القراءات المأذون بها من المعصوم - ﷺ -.
المبحث الرابع: أثر الرسم العثماني في ضبط القراءات
ظهر لنا في الفصل السالف أن المصاحف العثمانية التي وزعها عثمان في الأمصار كانت مشتملة على القراءات المشروعة بمجموعها، فقد تغيب قراءة ما عن رسم أحد المصاحف العثمانية، ولكنها تظهر جزماً في نسخة أخرى، وقد يقصر رسم أحد المصاحف عن التعبير بالوجوه المشروعة في القراءة ولكن يجيء رسم مصحف آخر بالتعبير عما لم يرد في سالفه.
ويجب التنبيه هنا أن ذلك كله في تسعة وأربعين حرفاً لا غير، وقد يشكل عليك ما قدمت من أن الخلاف بين القراءات في الفرش وصل إلى نحو ألفي كلمة، وهذا ليس غائبا عن البال، فالخلاف الفرشي المذكور كله يحتمله رسم واحد إلا المواضع التسعة والأربعين فإنه لا يحتملها رسم واحد ولا بدمن تعدد الرسم في النسخ ليتم استيعاب الوجوه المشروعة.
فنجد مثلاً أن وجوه القراءة الأربعة تؤخذ من رسم عثماني واحد في مثل الموضع التالي: (قبل النقط والتشكل).
وإليه (يرجعون) (٥٢٢): يُرجَعون (٥٢٣) ـ يَرْجِعون (٥٢٤) ـ تَرجِعون (٥٢٥) ـ تُرجَعون (٥٢٦)


الصفحة التالية
Icon