(٦٤) الداني: (ت ٤٤٤ هـ ـ ١٠٥٤ م) هو أبو عمرو عثمان بن الصيرفي ولد في قرطبة، فقيه مالكي طلب العلم في القيروان والقاهرة ومكة والمدينة ثم وعاد إلى قرطبة ثم استقر بدانية حيث توفي، كان ذا حافظة عجيبة، ذاعت شهرته في القراءات. له ما يزيد على مائة مصنف أخصها (التيسير في القراءات السبع)
(٦٥) الطوسي (٣٨٥ - ٤٦٠ هـ) هو أبو جعفر محمد بن الحسن ولد في طوس وتوفي بالنجف ودرس في بغداد أحرقت كتبه لما دخل طغرل بك السلجوقي إلى بغداد من مؤلفاته (الاستبصار فيما اختلف فيه من أخبار) وله كذلك (التهذيب) وهما من كتب الحديث عن الشيعة.
(٦٦) الدمياطي: هو محمد بن أحمد من علماء دمياط ت ١١١٧ هـ له: إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر.
(فائدة): موقف مجتهدي الشيعة من مسألة سلامة النص القرآني.
نجد من الأمانة العلمية هنا أن نتطرق إلى أمر غاية في الأهمية، وهو موقف الشيعة من فرية تحريف القرآن، ومسألة سلامة النص القرآني، فقد كثر الحديث حول هذه المسألة، واتخذها بعض الناس سبباً للطعن في إيمان القوم ووصمهم بالزندقة، واعتقاد النقص والزيادة في كتاب الله.
والحق أن الطعن في سلامة النص القرآني منقول عن طائفة من علماء الشيعة، بل في بعض الكتب المصادر عند القوم، وهو ما يزيد المسألة تعقيداً، فقد ورد على سبيل المثال في الكافي للكليني (٦٧)، وهو من أوثق مراجع القوم في الرواية النصوص التالية:
(عن جعفر بن محمد قال: لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة، وإن القرآن الذي جاء به جبريل إلى محمد - ﷺ - كان سبع عشرة ألف آية) (٦٨).
(عن أبي الحسن المضاي قال: قرأ أمير المؤمنين: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك (من خلافة علي) وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، فقلت: تنزيل؟ فقال: نعم) (٦٩).
(وفي الكافي للكليني أيضاً في تأويل قوله تعالى: ﴿فأتوا بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم﴾: (إن الله تعالى لما قبض نبيه - ﷺ -، ونوزعت فاطمة في ميراثها من رسول الله - ﷺ -، فاعتزلت الناس خمسة وسبعين يوماً حتى كتبت مصحفها، فأرسل الله جبريل إليها، حتى كتبت مصحفاً فيه علم ما كان وما يكون، وما لم يكن إلى يوم القيامة) (٧٠).
(عن محمد بن جهم الهلالي أن أبا عبد الله قال: (أمة هي أزكى من أمة) في سورة النحل، ليست كذاك، ولكنها: (أئمة هي أزكى من أئمتكم) (٧١).
ومثل ذلك في الكافي أيضاً عن الإمام محمد الباقر قوله:
(ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب والأئمة بعده) (٧٢)
وقد أدى ورود مثل هذه الروايات عن القوم إلى فتح باب الطعن في عقائد الشيعة، وذهب بعض المتشددين من أهل السنة إلى الحكم بكفر القوم وفساد عقائدهم (٧٣).
والحق أن من يعتقد تحريف القرآن الكريم كافر بالإجماع، مخالف لهذه الأمة، ولكن ينبغي أن لا نتعجل على الناس حتى نتبين حقيقة ما يعتقدون، فليس مجرد وجود الرواية في كتبهم دليلاً على أنها لهم اعتقاد، وكذلك فإنه ينبغي أن نتبين مذهبهم في تأويل ما يروون.
والمحققون من الشيعة لا يعتقدون صحة سائر ما في الكافي للكليني، ولم ينزلوه عندهم منزلة صحيح البخاري عندنا ـ كما يعتقد عامة الناس، بل إنهم يذكرون أن فيه ضعيفاً ومرسلاً كثيراً، وإن الشيخ المتقي الكليني صنف كتابه في عشرين سنة، يسند عمن يسمع، فالعهدة على الإسناد، كما صنع الإمام الطبري، إذ أثبت لك أسانيده، وقال هذا إسنادي، ومن أسند فقد أعذر.
وفي دراسة علمية صدرت حديثاً لمحقق شيعي هو السيد هاشم الحسيني جزم فيها بقوله: (إن المتقدمين لم يجمعوا على جميع مرويات الكليني جملة وتفصيلاً) (٧٤).
ويقول: (إن أحاديث الكافي التي بلغت ستة عشر ألف حديث ومائة وتسعة وتسعين، يكون الصحيح منها خمسة آلاف واثنين وسبعين حديثاً، والحسن مائة وأربعة وأربعين حديثاً، والموثق ألفاً ومائة وثمانية وعشرين حديثاً، والقوي ثلاثمائة وحديثين، والضعيف تسعة آلاف وأربعمائة وثمانين حديثاً) (٧٥).