الصحيح: ٥٠٧٢
الحسن: ١٤٤
الموثق: ١١٢٨
القوي: ٣٠٢
الضعيف: ٩٤٨٠
مجموع ما في الكافي (٧٦) ١٦١٩٩
وقد تعقب النقاد من الشيعة روايات تحريف القرآن الواردة في الكافي فإذا هي نحو ثلاثمائة رواية وردت من طريق أربعة وهم: أبو عبيد الله السياري، ويونس بن ظبيان، ومنخل بن جميل الكوفي، ومحمد بن حسن بن جهور (٧٧).
وهؤلاء الأربعة مطعون في عدالتهم عند علماء الاصطلاح من الشيعة، وإليك ما قالوه فيهم: يقول الغضائري (٧٨) عن السياري: (ضعيف متهالك غالٍ منحرف) (٧٩) ويقول عنه الشيخ النجاشي (٨٠): (ضعيف الحديث، فاسد المذهب) (٨١). وقال الشيخ النجاشي في يونس بن ظبيان: (ضعيف جداً، لا يلتفت إلى كل ما رواه (٨٢)، بل كل كتبه تخليط).
وقال عنه ابن الغضائري: (كوفي غالٍ كذاب، وضاع للحديث) (٨٣).
وأما منخل بن جميل فقد نقل السيد هاشم الحسيني عن علماء الرجال أنه من الغلاة المنحرفين (٨٤).
قال العلامة الحلي (٨٥) في محمد بن حسن بن جهور: (كان ضعيفاً في الحديث، غالياً في المذهب، فاسداً في الرواية، لا يلتفت إلى حديثه، ولا يعتمد على ما يرويه) (٨٦)
وهكذا، فإن تواثب القوم على توهين رواية هؤلاء وتجريحهم والطعن في صدقهم وأمانتهم دليل واضح على تبرؤ مراجع الشيعة من هذه الأوهام ويبقى ورودها في الكافي مشروطاً بصحة الإسناد، وهو لم يتحقق كما رأيت.
وقد نقل عن أئمة الشيعة نصوص كثيرة تدفع توهم اعتقادهم بشيء من التحريف، وأنا أنقل لك طائفة منها:
١ - العلامة أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي المشهور بـ (الصدوق) المتوفى ٣٨١ هـ (٨٧). (اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد - ﷺ - هو ما بين الدفتين، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك، ومن نسب إلينا أننا نقول أكثر من ذلك فهو كاذب) (٨٨).
٢ - السيد المرتضى علي بن الحسين الموسوي العلوي المتوفى (٨٩) ٤٣٦ هـ:
إن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار، والوقائع العظام، والكتب المشهورة، وأشعار العرب المسطورة، فإن العناية اشتدت، والدواعي توفرت على نقله وحراسته، وبلغت إلى حد لم يبلغه شيء آخر.
إن القرآن كان على عهد رسول الله - ﷺ - مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه في ذلك الزمان حتى عين النبي - ﷺ - على جماعة من الصحابة حفظهم له، وكان يعرض على النبي - ﷺ - ويتلى عليه، وإن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي - ﷺ - عدة ختمات وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعاً مرتباً غير مبتور ولا مبثوث... وإن من خالف من الإمامية والحشوية لا يعتقد بخلافهم، فإن الخلاف في ذلك مضاف إلى قومٍ من أصحاب الحديث نقلوا أخباراً ضعيفة ظنوا صحتها لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته) (٩٠).
٣ - الشيخ أبو علي الطبرسي صاحب تفسير مجمع البيان (٩١):
(الكلام في زيادة القرآن ونقصانه، فأما الزيادة فمجمع على بطلانها، وأما النقصان منه، فقد روى جماعة من أصحابنا وقوم من الحشوية العامة أن في القرآن تغييراً أو نقصاناً، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه وهو الذي نصره المرتضى قدس الله روحه) (٩٢).
لنترك الكلمة الفصل في هذه المسألة لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى ٤٦١ هـ (٩٣)، إذ يلخص اعتقاد الشيعة في سلامة النص القرآني، وأسباب هذه الشائعة عنهم بقوله:
(وأما الكلام في زيادته ونقصانه فمما لا يليق به لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها وأما النقصان منه فالظاهر أيضاً من مذاهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا وهو الذي نصره المرتضى رضي الله عنه، وهو الظاهر من الروايات، غير أنه رويت روايات كثيرة من جهة