وهكذا فإن أبا عبيد كان في الحقيقة معاصراً لأئمة القراءة الكبار، ولكنه لم يكن معنياً بالاستقلال بحرف لنفسه، بقدر ما كان يعنى باستقصاء حروف الأئمة، لذلك فإنه لم يجر عملُ الأولين على إدراجه في القراء العشرة رغم أنه لا يقل عنهم رتبة ومنزلة.
ومع أننا سنورد لك هنا أسماء أئمة الإقراء العشرة غير أنه يلزم أن نبين أن تسمية (القراءات السبع) لم تظهر إلا على يد ابن مجاهد (١١٨) مطلع القرن الرابع، وأما استكمال القراءات العشر فلم يتم إلا على يد العلامة الجليل الشمس ابن الجزري المتوفى عام ٨٣٣ هـ (١١٩) في مؤلفه النشر في القراءات العشر ومن الإنصاف أن نقول إن هذا الضبط بالأئمة السبعة لم يكن كافياً ولا حاسماً في تلك الفترة، فثمة أئمة كثير، قرؤوا وأقرؤوا واشتهر علمهم وفضلهم خلال هذه الفترة من عهد التابعين وتابعيهم، وسنأتي على بيان الأسباب التي حملت على ذلك خلال حديثنا عن منهج ابن مجاهد في الفصل التالي.
وأذكر لك فيما يلي أسماء القراء العشرة وأمام كل قارئ منهم راويان له نشرا قراءته بعده بين الناس وهذا الاختيار هو الذي اختاره ابن مجاهد في القراءات السبع ثم ابن الجزري في الثلاث التالية وهو الذي نظم به الشاطبي (حرز الأماني) وأكمله فيما بعد ابن الجزري بنظم (الدرة البهية). ثم استوفى ذلك كله في نظم واحد هو: (طيبة النشر) وهو الذي يقرأ به سائر قراء العالم الإسلامي اليوم.
------------
(١٠١) عبد الرحمن بن هرمز الأعرج (ـ١١٧ هـ) هو عبد الرحمن بن هرمز (أبو داوود) من موالي بني هاشم، عرف بالأعرج، حافظ قارئ، من أهل المدينة، أدرك أبا هريرة وأخذ عنه، وهو أول من برز في القرآن والسنن، كان خبيراً بأنساب العرب، وافر العلم، ثقة، رابط بثغر الإسكندرية مدة ومات بها. الأعلام جـ٣ ص ٣٤٠
(١٠٢) سعيد بن المسيب (١٣ - ٩٤ هـ) هو سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي القرشي، أبو محمد، سيد التابعين، وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة، جمع بين الحديث والفقه والزهد والورع، وكان يعيش من التجارة بالزيت، لا يأخذ عطاءً، وكان أحفظ الناس لأحكام عمر بن الخطاب وأقضيته حتى سمي راوية عمر، توفي بالمدينة.
(١٠٣) سبقت ترجمته.
(١٠٤) يزيد بن رومان (١٣٠ هـ) هو يزيد بن رومان الأسدي، أبو روح، مولى آل الزبير بن العوام، عالم بالمغازي ثقة، من أهل المدينة، ووفاته بها، له أحاديث في الكتب الستة.
(١٠٥) سبقت ترجمته.
(١٠٦) سبقت ترجمته.
(١٠٧) سبقت ترجمته.
(١٠٨) أبو العالية (٩٣ هـ) هو رفيع بن مهران الريامي، ثقة كثير الإرسال.
(١٠٩) سبقت ترجمته.
(١١٠) مغيرة المخزومي: أبو هشام البصري المغيرة بن سلمة، ثقة ثبت، روى له مسلم وأبو داود والنسائي مات سنة مائتين.
(١١١) سبقت ترجمته
(١١٢) سبقت ترجمته
(١١٣) سبقت ترجمته
(١١٤) محمد الباقر: هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر، من أعلام السلف الصالح، أخذ عن أبيه وأدرك صغار الصحابة، مات سنة بضع عشرة.
(١١٥) علي زين العابدين، هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، من السادة الأجواد، عالم عارف، أدرك جده علياً وهو طفل، وأدرك عدداً من الصحابة، قال عنه الزهري: ما رأيت قرشياً أفضل منه، مات سنة ٩٣ هـ.
(١١٦) انظر تفصيل هذه الضوابط في باب شروط القراءة المتواترة.
(١١٧) هو القاسم بن سلام (١٥٠ - ٢٢٢ هـ)، أبو عبيد، محدث، حافظ، فقيه، مقرئ، عالم بعلوم القرآن، ولد بهراة، وأخذ عن أبي زيد الأنصاري، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، روى له الناس أكثر من عشرين كتاباً في القرآن وعلومه، توفي بمكة.


الصفحة التالية
Icon