(١٨٨) الأعمش: أبو محمد (٦٠ - ١٤٨ هـ) هو سليمان بن مهران الكوفي مولى بني أسد، الإمام الجليل، مقرئ الأئمة، صاحب نوادر أخذ القراءة عرضاً عن إبراهيم النخعي، وزيد بن حبيش، وعاصم بن أبي النجود، ومجاهد بن جبير وأبي العالية الرياحي، روى عنه عرضاً وسماعاً: حمزة الزيات ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أشهر رواته: الحسن بن سعيد المطوعي، وأبو الفرج الشنبوذي.
(١٨٩) الحسن البصري أبو سعيد (١٢ - ١١٠ هـ) هو الحسن بن أبي يسار إمام زمانه علماً وعملاً، قرأ على حطان بن عبد الله الرقاشي عن أبي موسى الأشعري وعلى أبي العالية عن أبي بن كعب وزيد بن ثابت وعمر بن الخطاب. روى عنه: أبو عمرو بن العلاء، وسلام الطويل ويونس بن عبيد وعيسى بن عمر النحوي.
أشهر رواته: شجاع بن أبي نصر البلخي ـ والدوري.
(١٩٠) أقول: ظهر عام ١٤١١ هـ، ١٩٩١ م معجم القراءات القرآنية في تسع مجلدات، وقد قام مؤلفا هذا المعجم النفيس بضبط كل ما تناثر في الكتب حول وجوه القراءة التي قرئت بها كلمات القرآن من متواتر وآحاد وشاذ، ولا شك أن هذا العمل النفيس خدم المكتبة العربية خدمة جليلة.
قام بتأليف هذا السفر كل من الدكتور أحمد مختار عمر الأستاذ بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الكويت، والدكتور عبد العال سالم مكرم الأستاذ بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الكويت وقد قامت بنشر الكتاب منظمة "انتشارات أسوة" في طهران.
الفصل الثالث: أسانيد القراءات
المبحث الأول: معنى الإسناد ومنزلته في الموازين الشرعية
السند من سند، إذا ارتفع عن الأرض، والسند ما ارتفع عن الأرض من قبل الجبل أو الوادي، وأسند الشيء رفعه، والإسناد في الرواية: رفع الكلام إلى قائله.
ويراد بالإسناد في القراءة بسط أسماء الرجال الذين قرأ عليهم القارئ وأخذ عنهم، إذ لا تقبل قراءة بغير إسناد، توكيداً لحقيقة تفرُّد المولى سبحانه بالتنزيل، لسائر المتواتر من القراءات، على قلب النبي - ﷺ -.
والإسناد من خصائص هذه الأمة المحمدية المرحومة، تلتمس أصوله الشرعية من خبر القرآن الكريم وبيان السنة المطهرة.
ففي البيان القرآني أُمِرَ النبي - ﷺ - أن يطالب الناس بالإسناد كلما تقدموا بباب من أبواب المعرفة.
﴿إن عندكم سلطان بهذا أتقولون على الله مالا تعلمون﴾ (١٩١).
وكذلك أورد القرآن الكريم في خبر امرأة النبي - ﷺ -:
﴿قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير﴾ (١٩٢).
ونعى القرآن الكريم على من يخوض فيما لم يشهده من جوانب المعرفة:
﴿ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم﴾ (١٩٣).
وقال مخاطباً أهل الكتاب:
﴿يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون * ها أنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون﴾ (١٩٤).
------------
(١٩١) سورة يونس ٦٨
(١٩٢) سورة التحريم ٣
(١٩٣) سورة الكهف ٥١
(١٩٤) سورة آل عمران ٦٥ - ٦٦
المبحث الثاني: النبي ﷺ والإسناد