ونص الشيخ محمد علي الضباع في شرح مختصر بلوغ الأمنية باب المد والقصر على نظم تحرير مسائل الشاطبية، على أن لعاصم طريقة أخرى وهي مدُّهما معاً خمس حركات.
وفي نظم تحرير مسائل الشاطبية للشيخ حسن خلف الحسيني المقرئ ما نصه:
ومنفصلاً أشبعْ لورشٍ وحمزةٍ * كمتصلٍ والشامِ مع عاصمٍ تلا
بأربعةٍ ثم الكسائي كذا اجعلن * وعن عاصمٍ خمسٌ وذا فيهما كلا
وإنما بسطت القول في هذه المسألة الفرعية لأن الجدل يكثر فيها في بلادنا، إضافة إلى أن قراءة عاصم برواية حفص هي القراءة السائدة في معظم الأمصار الإسلامية اليوم.
(٤٢١) من طريق الطيبة فقط
المطلب السادس: قراءة حمزة الكوفي
يمد حمزة المدود كلها ٦ حركات (المتصل والمنفصل واللازم)
ـ يسكّن الهاء في ﴿يؤده إليك﴾ ﴿نوله ماتولى﴾ ﴿ونصله جهنم﴾ ﴿نؤته منها﴾ ﴿فألقه إليهم﴾ خلافاً لقاعدة الجمهور في مد الصلة.
الإدغام: اختار خلف إدغام الواو والياء بلا غنة.
الإبدال: يبدل حمزة الهمزة الساكنة في الكلمة حرف مد من جنس ما قبلها، وذلك أينما وقعت الهمزة، مبتدئة أو متوسطة أو متطرفة، سواء كان سكونها أصلياً أو عارضاً. وذلك حال الوقف، أما حال الوصل فليس له إلا التحقيق.
ـ ضم الهاء مطلقاً في ثلاث كلمات: ﴿عليهم﴾ ـ ﴿إليهم﴾ ـ ﴿لديهم﴾
ـ ضم حمزة الهاء قبل ميم الجمع إن جاء قبلها ساكن أو متحرك في الأفعال: ﴿يريهم الله﴾ ـ ﴿يلههم الأمل﴾
ـ له الوجهان في الهاء قبل ميم الجمع إن جاء قبلها ساكن أو متحرك في الأسماء ﴿في قلوبهم العجل﴾
وقد فصلنا مذهبه في النقل والسكت في القواعد الجامعة فارجع إليه (٤٢٢)
ـ يدغم ذال "إذ" في الدال والتاء، ودال "قد" في جميع حروفها، "تاء التأنيث" في جميع حروفها، ويدغم لام "هل" في الثاء نحو: ﴿بل تأتيهم﴾، ويدغم الياء المجزومة في الفاء نحو: ﴿وإن تعجب فعجب﴾، ويدغم الذال في التاء من ﴿عذت﴾ ﴿اتخذتم﴾ ﴿فنبذتها﴾، والثاء في التاء في ﴿أورثتموها﴾ وفي ﴿لبثت﴾.
وانفرد خلاد بإدغام ذال إذ في باقي حروفها زيادة على خلف في الدال والتاء.
ـ يثبت الياء الزائدة في ﴿أتمدونن بمال﴾ في سورة النمل، وكذلك ﴿ربنا وتقبل دعاء﴾ في سورة إبراهيم.
ـ مذهبه في الإمالة واسع، وقد تبعه فيه الكسائي، وخلف العاشر (القارئ) وورش، على شروط لهم نفصلها في الباب الآتي.
وانفرد خلاد بمسائل منها:
١ - أدغم الباء في الفاء في: "وإن تعجب فعجب قولهم"
٢ - قرأ بإشمام الزاي في "صراط" في الفاتحة فقط، وفي ﴿المصيطريون﴾ بخلف عنه ﴿بمصيطر﴾.
ـ قرأ شعبة بالإدغام في ﴿يس والقرآن﴾، وفي ﴿ن والقلم﴾
أحكام الفتح والإمالة والتقليل عند حمزة والكسائي وخلف
الأصل في القراءة الفتح في الألف، والفتح عبارة عن فتح الفم بلفظ الحرف، أما الإمالة فهي النطق بالفتحة قريباً من الكسرة، وأما التقليل فهو النطق بين الفتحة والكسرة، هو رتبة بين الفتح والإمالة.
واختص بالإمالة والتقليل حمزة والكسائي وخلف، وكذلك ورش ولكن الأصبهاني نقل عن ورش الإمالة دون التقليل، فسائر ما نبينه هنا عن ورش إنما هو من طريق الأزرق.
واستثنى الأربعة من الإمالة والتقليل: إلى ـ على ـ حتى ـ لدى ـ وما زكى منكم ومن الأفعال ما كان مضارعه واوياً.