وقال ابن القاصح شارح الشاطبية: (القراء يسمون ما قل دوره من حروف القراءات المختلف فيه فرشاً، لأنها لما كانت مذكورة في أماكنها من السور فهي كالمفروشة، بخلاف الأصول، لأن الأصل الواحد منها ينطوي على الجميع، وسمى بعضهم الفرش فروعاً، مقابلة للأصول) (٤٢٧)
وجرى عمل علماء القراءة على بسط أصول القراء وفق قواعدهم أولاً في أبواب جامعة، أهمها:
ـ باب الاستعاذة والبسملة ـ باب الإدغام الكبير
ـ باب المد والقصرـ باب هاء الكناية
ـ باب الهمز المفرد ـ باب الهمزتين من كلمة
ـ باب الهمزتين من كلمتين. ـ باب نقل حركة الهمز
ـ باب ياءات الإضافة ـ باب الإظهار والإدغام
ـ باب ياءات الزوائد ـ باب الراءات
ـ باب التقليل والإمالة باب اللامات
ـ باب الوقف والسكت باب مرسوم الخط
وغير ذلك من الأبواب، ثم يأخذون بتقصي القول في فرش الحروف، فيأتون على ذكر كل كلمة اختلف القراء في أدائها، فيوردون ماقرأ به كل واحد من الأئمة المعتمدين وفق ما أذن به المعصوم - ﷺ -.
وقد أتينا في الفصل السابق على بسط مجمل قواعد القراء، ونشرع الآن إن شاء الله في بيان أهم اختياراتهم في الفرش.
------------
(٤٢٧) سراج القارئ المبتدي وتذكار المقرئ المنتهي لابن القاصح ص ١٤٨
المبحث الثاني: دفع توهم تناقض الرسم القرآني مع الفرشيات المختلفة
وتجدر الإشارة هنا أن من الفرشيات ما يحتمله الرسم القرآني ومنها مالا يحتمله بحسب الظاهر، فمن الأمثلة على ما يحتمله الرسم القرآني:
١ - قرأ الجمهور: ﴿ويُبَشِّرُ المؤمنين﴾ الإسراء ٩
قرأ حمزة الكسائي ﴿ويَبْشُرُ المؤمنين﴾ (٤٢٨)
٢ - قرأ الجمهور: ﴿لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة﴾ ـ آل عمران ١٢٩
وقرأ ابن كثير وابن عامر وجعفر وأبو يعقوب: ﴿مضعَّفة﴾ (٤٢٩)
٣ - قرأ الجمهور: ﴿مَلِك يوم الدين﴾ الفاتحة
وقرأ عاصم الكسائي ويعقوب وخلف العاشر: ﴿مالك﴾ (٤٣٠)
فهذا وأمثاله يحتمله الرسم القرآني بدون إشكال، ولابد هنا من التنويه أن المقصود بالرسم هنا الوثيقة التي كتبت في عهد عثمان وكانت بلا نقط ولا شكل.
وأما مالا يحتمله الرسم القرآني بحسب الظاهر فنمثل له بما يلي:
١ - قرأ الجمهور: ﴿وسارعوا إلى مغفرة﴾ آل عمران ١٣٢
قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر: ﴿سارعوا﴾ بغير واو (٤٣١)
٢ - قرأ الجمهور: ﴿جنات تجري تحتها الأنهار﴾ التوبة ١٠٠
وقرأ ابن كثير: ﴿جنات تجري من تحتها الأنهار﴾ بزيادة من (٤٣٢)
٣ - قرأ الجمهور: ﴿فإن الله هو الغني الحميد﴾
وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر: بدون "هو" (٤٣٣)