قبل أن ندخل بيان المراد بالأحرف السبعة في الأحاديث لا بد أن نشير إلى مقدمات ومعالم لا بد منها في للوصول إلى فهم صحيح لهذا الحديث المتواتر(١).
حديث نزول القرآن على سبعة أحرف بلغ حد التواتر، فصار قطعياً يجب الاعتقاد به، سواء علمنا المراد بالأحرف السبعة أو لم نعلم، ومن أنكر نزول القرآن على سبعة أحرف مع معرفته بهذه الأحاديث فقد كفر.
يقول الإمام الداني: وجملة ما نعتقده من هذا الباب... ونذهب إليه ونختاره أن القرآن منزل على سبعة أحرف، كلها شاف كاف وحق وصواب، وأن الله تعالى قد خير القراء في جميعها، وصوبهم إذا قرؤوا بشيء منها، وأن هذه الأحرف السبعة المختلف معانيها تارة وألفاظها تارة مع اتفاق المعنى ليس فيها تضاد، ولا تناف للمعنى، ولا إحالة ولا فساد، وأنا لا ندري حقيقة أي هذه السبعة الأحرف كان آخر العرض، أو آخر العرض كان ببعضها دون جميعها، وأن جميع هذه السبعة أحرف قد كانت ظهرت واستفاضت عن رسول الله - ﷺ -، وضبطتها الأمة على اختلافها عنه وتلقتها منه، ولم يكن شيء منها مشكوكا فيه ولا مرتابا به)(٢)
(٢) أبو عمرو الداني، الأحرف السبعة