المراد بها حقيقة العدد المعروف في الآحاد بين الستة والثمانية، لأن توارد النصوص على العدد السبعة لا يعقل أن يكون غير مقصود، لا سيما إذا لاحظنا أن الحديث تناول قضية لا يمكن أن يكون الكلام فيها غامضاً لتعلقها المباشر بالقرآن وطريقة نزوله.
المراد بالأحرف: الأحرف جمع حرف، ويطلق في اللغة على معان كثيرة: فالحرف من كل شيء طرفه وشفيره وحده، ومن الجبل أعلاه المحدد، وواحد حروف التهجي، والناقة الضامرة أو المهزولة أو العظيمة، ومسيل الماء. وعند النحاة: ما جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل، وقوله تعالى: ﴿ ومن الناس من يعبد الله على حرف ﴾ [الحج ١١] أي وجه واحد وهو أن يعبده على السراء لا على الضراء أو على شك أو على غير طمأنينة من أمره أي لا يدخل في الدين متمكناً (قال أبو عبيد: قوله: سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا ما لم يسمع به قط ولكن يقول هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن فبعضه نزل بلغة قريش وبعضه بلغة هوزان وبعضة بلغة هذيل وبعضه بلغة أهل اليمن وكذلك سائر اللغات ومعانيها في هذا كله واحد ومما يبين لك ذلك قول بن مسعود فذكره قال وكذلك قال بن سيرين وإنما هو كقولك هلم تعال وأقبل ثم فسره بن سيرين فقال في قراءة بن مسعود إن كانت إلا زقية واحدة وفي قراءتنا صيحة واحدة والمعنى فيهما واحد وعلى هذا سائر اللغات)(١).
وهذه المعاني الكثيرة تدل على أن لفظ الحرف من قبيل المشترك اللفظي والمشترك اللفظي يراد به أحد معانيه التي تعينها القرائن وتناسب المقام، وأنسب المعاني بالمقام هنا في إطلاقات لفظ الحرف أنه الوجه.
المراد بالأحرف السبعة:
الأحرف السبعة التي أنزلت على النبي - ﷺ - على نوعين:
مخالف للرسم. بزيادة أو نقص أو تقديم أو تأخير.
موافق للرسم ولو احتمالاً، ولكنه مختلف في اللهجات.