القول الثاني: أن المراد سبعة من المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة، أو سبع لغات من لغات العرب المشهورة في كلمة واحدة. وذلك مثل: أقبل، وهلم، وتعال، وإليّ، ونحوي، وقصدي، وقربي. وليس المراد من هذا الوجه أن كل كلمة تقرأ بسبع لغات، وإنما غاية ما ينتهي إليه الاختلاف في تأدية المعنى هو سبعة أوجه. وقد نسب ابن عبد البر هذا القول لأكثر العلماء، واستدل له بحديث أبي بكرة الذي رواه أحمد بسند جيد، وفي آخره (حتى بلغ سبعة أحرف، قال كل شاف كاف، ما لم تخلط آية عذاب برحمة، أو رحمة بعذاب)(١).
وكذلك ما رواه أبو داود عن أُبي - رضي الله عنه -، قلت (سميعاً عليماً. عزيزاً حكيماً، مالم تخلط آية عذاب برحمة أو رحمة بعذاب) أبوداود، كتاب الصلاة باب إنزال القرآن على سبعة أحرف رقم١٤٧٧، ١٤٧٨
وعند أحمد من حديث أبي هريرة (أنزل القرآن على سبعة أحرف، عليماً حكيماً، غفوراً رحيماً)(٢).
وعنده عن عمر (أن القرآن كله صواب مالم تجعل مغفرة عذاباً أو عذاباً مغفرة)(٣)
القول الثالث: قول الإمام ابن الجزري:
وأما ابن الجزري فيقول: قد تتبعت صحيح القراءات وشاذها وضعيفها ومنكرها فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها
١ - وذلك إما في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحو البخل بأربعة أوجه ويحسب بوجهين
٢ - أو بتغير في المعنى فقط نحو ﴿ فتلقى ءادم من ربه كلمت ﴾ ٢ البقرة ٣٧
برفع لفظ آدم ونصب لفظ كلمات وبالعكس
٣ - وإما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة نحو ﴿ هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت ﴾ أو ﴿ تتلو ﴾. ﴿ فتبينوا ﴾ ﴿ فتثبتوا ﴾.
٤ - وعكس ذلك أي تغيير الصورة لا المعنى نحو ﴿ بصطة ﴾ و ﴿ بسطة ﴾ ونحو ﴿ الصراط ﴾ و ﴿ السراط ﴾.

(١) رواه أحمد ٥/٤١، فيه زيد بن جدعان سيء الحفظ كما قال الهيثمي(٧/١٥١)، وبقية رجال السند رجال الصحيح.
(٢) المسند٢/٣٣٢، صحح إسناده أحمد شاكر١٦/١٦٧
(٣) رواه أحمد ٤/٣٠.


الصفحة التالية
Icon