وفي ضوء هذين التعريفين وغيرهما يمكن أن يقال إن القراءة هي النطق بألفاظ القرآن كما نطقها النبي ﷺ أو كما نطقت أمامه ﷺ فأقرها، سواءً كان النطق باللفظ المنقول عن النبي ﷺ فعلاً أو تقريراً، واحداً أو متعدداً. وتنقسم القراءات استناداً إلى توفرها على أوصاف :( صحة السند، وموافقة العربية، ومطابقة الرسم) إلى قسمين: المتواترة والصحيحة (١).
ولم يزل القراء يتداولون القراءات وروايتها، إلى أن كتبت العلوم ودونت فكتبت القراءات فيما كتب من العلوم والفنون، وصارت صناعة مخصوصة، وعلماً منفرداً، وقد اشتهر ممن اعتنى بفن القراءات : أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، وأبو عمرو الداني، وأبو القاسم الشاطبي (٢)، وابن عامر، والكسائي وعاصم بن أبي النجود وعلي بن حمزة وغيرهم كثير (٣).
وتم من خلال معاينة المصاحف ملاحظة اثني عشر مصحفاً سجل على حواشي بعضها، وبين الأسطر بمداد أحمر القراءات المشهورة بين القراء، إلا أنها تتفاوت فيما بين المصاحف من حيث الطول والقصر، ومن حيث الاستمرار من أول المصحف إلى آخره فالغالب عليها أن بعضها كان باللغة العربية، وبعضها باللغة الفارسية، كما تضمن المصحف رقم ٤١ في نهايته موجزاً عن القراءات وتراجم موجزة أيضاً عن مشاهير القراء، أما أرقام المصاحف التي وجدت عليها القراءات فهي المصاحف المحفوظة بالأرقام الآتية (٢٠، ٣٣، ٤١، ٤٣، ٤٥، ٥٤، ٥٩، ١٤١٠، ١٤١٨، ١٤٢٣، ١٧٨١).
(٢) ابن الخطيب، محمد محمد عبد اللطيف / الفرقان، ص ١٠٢.
(٣) الصالح، صبحي / مباحث في علوم القرآن، ص ٢٤٧ – ٢٤٩.