وَهُوَ الذي نَتلُوهُ بِأَلسِنَتِنا (١) وفِيما بَينَ الدَّفتَينِ (٢) وما في صدورنا (٣) مسموعا ومكتوبا ومحفوظا (٤) وكل حرف منه،
(١) أي: والقرآن العزيز هو الذي نتلوه بألسنتنا ولا يخرج بذلك عن كونه كلام الله حقيقة؛ فإنه إذا أريد بالتلاوة الكلام نفسه، الذي يتلى فالتلاوة هي المتلو.
(٢) أي: القرآن الكريم، هو ما بين ضمامتي المصحف، ولا يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله حقيقة، قال الشيخ: ما يكتب في المصاحف من كلامه فهو كلامه مكتوبا في المصاحف، وكلامه غير مخلوق، والمداد الذي يكتب به كلامه، وغير كلامه مخلوق، وقد فرق تعالى بين كلامه وبين مداد كلماته فقال: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي﴾.
(٣) أي: والقرآن العظيم، هو ما في صدورنا حفظناه عن ظهر قلب، ولا يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله حقيقة.
(٤) أي: والقرآن الكريم، كلام الله حقيقة، مسموعا حال تلاوتنا له، ومكتوبا فيما بين الدفتين، قال الشيخ: وإذا كتب في المصاحف، كان ما كتب من كلام رب العالمين غير مخلوق، وإن كان المداد وشكله مخلوقا، وأيضا فإذا قرأ الناس كلام الله -[١٧]- فالكلام في نفسه غير مخلوق، إذا كان الله تكلم به، فإن الكلام كلام من قاله مبتدئا أمرا يأمر به، أو خبرا يخبره، ليس هو كلام المبلغ له عن غيره، وإذا قرأه المبلغ يقال: هذا كلام الله؛ فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئا لا إلى من قاله مبلغا مؤديا.
... والقرآن كلام الله محفوظا في صدورنا، قال أحمد: القرآن كلام الله غير مخلوق، حيث تصرف.
قال الشيخ: أي: حيث كتب وقرئ، مما هو في نفس الأمر كلام الله فهو كلامه، وكلام غير مخلوق، وما كان من صفات العباد وأفعالهم التي يقرءون ويكتبون بها كلامه، كأصواتهم ومدادهم فهو مخلوق ولهذا من لم يهتد إلى هذا الفرق يحار فإنه معلوم أن القرآن واحد، ويقرؤه خلق كثير، والقرآن لا يكثر في نفسه بكثرة قراءة القراء، وإنما يكثر ما يقرءون به القرآن، فما يكثر ويحدث في العباد فهو مخلوق، والقرآن نفسه، لفظه ومعناه، الذي تكلم الله به، وسمعه جبريل من الله، وسمعه محمد من جبريل، وبلغه محمد - ﷺ - إلى الناس، وأنذر به الأمم قرآن واحد، وهو كلام الله ليس بمخلوق.
... قال أبو حامد الإسفراييني: مذهبي ومذهب الشافعي، وفقهاء الأمصار، أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، والقرآن حمله جبريل مسموعا من الله والنبي - ﷺ - سمعه
من جبريل والصحابة سمعوه من رسول الله - ﷺ - وهو الذي نتلوه نحن بألسنتنا وفيما بين الدفتين، وما في صدورنا مسموعا ومكتوبا ومحفوظا وكل حرف منه كالباء والتاء، كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق: فهو كافر، وعليه لعائن الله والناس أجمعين.
(٢) أي: القرآن الكريم، هو ما بين ضمامتي المصحف، ولا يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله حقيقة، قال الشيخ: ما يكتب في المصاحف من كلامه فهو كلامه مكتوبا في المصاحف، وكلامه غير مخلوق، والمداد الذي يكتب به كلامه، وغير كلامه مخلوق، وقد فرق تعالى بين كلامه وبين مداد كلماته فقال: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي﴾.
(٣) أي: والقرآن العظيم، هو ما في صدورنا حفظناه عن ظهر قلب، ولا يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله حقيقة.
(٤) أي: والقرآن الكريم، كلام الله حقيقة، مسموعا حال تلاوتنا له، ومكتوبا فيما بين الدفتين، قال الشيخ: وإذا كتب في المصاحف، كان ما كتب من كلام رب العالمين غير مخلوق، وإن كان المداد وشكله مخلوقا، وأيضا فإذا قرأ الناس كلام الله -[١٧]- فالكلام في نفسه غير مخلوق، إذا كان الله تكلم به، فإن الكلام كلام من قاله مبتدئا أمرا يأمر به، أو خبرا يخبره، ليس هو كلام المبلغ له عن غيره، وإذا قرأه المبلغ يقال: هذا كلام الله؛ فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئا لا إلى من قاله مبلغا مؤديا.
... والقرآن كلام الله محفوظا في صدورنا، قال أحمد: القرآن كلام الله غير مخلوق، حيث تصرف.
قال الشيخ: أي: حيث كتب وقرئ، مما هو في نفس الأمر كلام الله فهو كلامه، وكلام غير مخلوق، وما كان من صفات العباد وأفعالهم التي يقرءون ويكتبون بها كلامه، كأصواتهم ومدادهم فهو مخلوق ولهذا من لم يهتد إلى هذا الفرق يحار فإنه معلوم أن القرآن واحد، ويقرؤه خلق كثير، والقرآن لا يكثر في نفسه بكثرة قراءة القراء، وإنما يكثر ما يقرءون به القرآن، فما يكثر ويحدث في العباد فهو مخلوق، والقرآن نفسه، لفظه ومعناه، الذي تكلم الله به، وسمعه جبريل من الله، وسمعه محمد من جبريل، وبلغه محمد - ﷺ - إلى الناس، وأنذر به الأمم قرآن واحد، وهو كلام الله ليس بمخلوق.
... قال أبو حامد الإسفراييني: مذهبي ومذهب الشافعي، وفقهاء الأمصار، أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، والقرآن حمله جبريل مسموعا من الله والنبي - ﷺ - سمعه
من جبريل والصحابة سمعوه من رسول الله - ﷺ - وهو الذي نتلوه نحن بألسنتنا وفيما بين الدفتين، وما في صدورنا مسموعا ومكتوبا ومحفوظا وكل حرف منه كالباء والتاء، كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق: فهو كافر، وعليه لعائن الله والناس أجمعين.