والمشهور: سبع وعشرون مدني (١) وباقيه مكي، واستنثي آيات (٢).

(١) ورد عن ابن عباس، وقتادة، وأبي بن كعب، وغيرهم، أنه نزل في المدينة سبع وعشرون سورة من القرآن، البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة والأنفال، وبراءة والرعد، والنحل، والحج والنور، والأحزاب، ومحمد، والفتح والحجرات، والرحمن والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة والصف، والجمعة، والمنافقون والتغابن والطلاق والتحريم إلى رأس العشر، وإذا زلزلت وإذا جاء نصر الله وسائر السور بمكة، وروي غير ذلك.
... قال القاضي: وغيره: المرجع في معرفة المكي من المدني، لحفظ الصحابة والتابعين ولم يرد عن النبي - ﷺ - في ذلك قول، لأنه لم يؤمر به، ولم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمة، وإن وجب في بعضه على أهل العلم، معرفة تاريخ الناسخ والمنسوخ فقد يعرف ذلك بغير نص الرسول - ﷺ - وكان ابن مسعود وغيره يقول: «ما نزلت آية من كتاب الله، إلا ونحن نعلم فيمن نزلت؟ وأين نزلت».
(٢) أي: وباقي القرآن العزيز، سوى السبع والعشرين سورة على ما تقدم، نزل بمكة ويدخل في ذلك: ما نزل بضواحيها وكذا المدينة وورد عن ابن عباس وغيره: ذكر ما نزل بمكة وما استثني من الآيات، مما نزل بمكة وقيل والمدينة فروى أبو
حاتم وغيره، عن مجاهد، أنه سأل ابن عباس عن ذلك، فقال سورة الأنعام، نزلت بمكة جملة واحدةن، فهي مكية، إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ﴾ إلى تمام الآيات الثلاث، وسورة النحل، سوى ثلاث آيات من آخرها، نزلت بالمدينة منصرفة من أحد؛ والحج سوى ثلاث آيات ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ﴾ إلى تمام الثلاث، نزلت بالمدينة، وسورة الشعراء، سوى ﴿وَالشُّعَرَاءُ﴾ إلى آخرها، ولقمان، سوى ثلاث من ﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ﴾ والزمر سوى ثلاث من ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا﴾ والتغابن إلا آيات من آخرها والمزمل إلا آيتين ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ﴾ وعدا المدنيات كما تقدم، باقيه مكي، وروي عن قتادة وعكرمة والحسن وغيرهم، نحو ذلك، وقيل: غير ذلك، وذكر ابن كثير وغيره تفصيل المدني والمكي وما استثني.
... والآية من العلامة على انقطاع الكلام، عن الذي قبلها وعن الذي بعدها، وانفصالها وقيل: لأنها جماعة حروف من القرآن وطائفة منه، وقيل: لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها.
... وعدد آيات القرآن الكريم: ستة آلاف قيل: ومائتان وأربعة عشرة وقيل غير ذلك.


الصفحة التالية
Icon