ولقد سبق هذا الجهد جهود عديدة في مجال فهرسة ألفاظ القرآن الكريم حسب جذور الكلمات أو حسب التبويب الموضوعي. أما هذا المعجم فله منحىً آخر، فهو خاص بالتراكيب المتشابهة في القرآن. ولقد قام بعض العلماء السابقين بإيراد بعض العبارات القرآنية و تكرارها في القرآن كالسيوطي وابن الجوزي والكرماني وغيرهم، والتي أسماها بعضهم بالمتشابهات. ولكن لم يقم أحد فيما نعلم بعمل معجم كامل لكل العبارات المتشابهة أو المكررة في القرآن الكريم. وحيث أن لفظة المتشابه قد تفهم أن المقصود بها هو الآيات المتشابهات المذكورة في قوله تعالى "هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ أَيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الأَلْبَابِ" لذلك أشير في العنوان أن المقصود هو التشابه اللفظي. كما أن لفظ التكرار قد يشير إلى أن في القرآن تكرارًا زائدا لا حاجة له وهو محال فكل لفظة تكررت في أكثر من موضع في القرآن لها معنىً إضافيًا في كل موضع وردت فيه.
لقد تم القيام بالجزء الأكبر من هذا العمل باستخدام الحاسوب. فالجهد اللازم لعمل هذا المعجم يدوياً يستغرق زمناً طويلاً ربما يبلغ عشرات السنين، ناهيك عما قد يقع فيه من أخطاء وسهو. ولا أزعم أن هذا الجهد يبلغ الكمال، فالكمال لله وحده، فلا بد وأن يكون في منهج عمل هذا المعجم مجال للتحسين والإضافات. كما أن الجزء من العمل الذي أجري يدويًا لا يخلو من أخطاء أو سوء تقدير فالكمال لله وحده.


الصفحة التالية
Icon