وألحق السخاوى بمثل ما سقناه من أمثلة قوله تعالى: ((وله من فى السماوات والأرض ومن عنده))(١) حيث الوقف على (والأرض) تام إن جعل (ومن عنده) مبتدأ وغير تام إن جعل معطوفاً على ما قبله(٢)، والمعنى هو الذى يحدد حكم الوقف هنا.
(٥) قد يختلف موضع الوقف وحكمه والتفسير معه تبعاً لاختلاف القراءة.
قال فى الإتقان: قد يكون الوقف تاماً فى تفسير، وإعراب، وقراءة غير تام على آخر.(٣) وقل مثل ذلك فى بقية أنواع الوقف الأخرى. ويمثل لذلك بقوله تعالى: ((وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى))(٤)
حيث قرأ نافع وابن عامر (واتَّخَذوا) بفتح الخاء فعلاً ماضياً أريد به الإخبار، وقرأ باقى العشرة (واتخِذوا) بكسر الخاء على أنه فعل أمر.(٥)
حكم الوقف على (مثابة للناس وأمنا) بناءً على اختلاف القراءتين:
قال فى الإتقان: الوقف كان بناءً على قراءة (واتَخذوا) بالماضى، وتام بناءً على قراءة (واتخِذوا) بصيغة الأمر(٦)
التفسير على القراءتين:
أما على قراءة نافع وابن عامر بفتح الخاء (واتخذوا) فهو كلام مسوق للإخبار، معطوف على قوله تعالى: ( وإذ جعلنا) وعليه فلابد من إضمار "إذ ".
والمعنى : واذكر يا محمد حين (جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً) يعنى مرجعاً يرجع الحجاج إليه بعد تفرقهم، حيث يتمتعون فيه بالأمن، فـ(مثابة) مصدر ثاب يثوب إذا رجع.

(١) سورة الأنبياء : ١٩.
(٢) جمال القراء - ٢/٥٧١ بتصرف.
(٣) الإتقان - ١/٨٧، وأنظر: تنبيه الغافلين - ص١٣٣.
(٤) سورة البقرة : ١٢٥.
(٥) إتحاف فضلاء البشر - ص١٩٢، المهذب فى القراءات العشر - ١/٧٢.
(٦) الإتقان - ١/٨٧.


الصفحة التالية
Icon