وإن مقتضى تيسير القرآن للذكر كذلك الذى جاء فى آية (ولقد يسرنا القرآن للذكر ) من مقتضى ذلك تيسير النطق به لسائر القبائل العربية فيما لا يستطيعون تطويع ألسنتهم على النطق به من كلمات القرآن، لكن فى إطار ما أنزله الله وسمح بالقراءة به، وبذلك يتحقق التيسير.
ثانياً : السنة النبوية:
أ- قول النبى - ﷺ - للمختلفين فى القراءة - فى حديث نزل القرآن على سبعة أحرف- :"هكذا أنزلت"
وهذا واضح الدلالة على المقصود. أو "هكذا أقرأنى رسول الله"
ب- فى مستدرك الحاكم هن ابن عباس - رضى الله عنه - قال : قرأت على أبىّ ((واتقوا يوماً لا تجزى نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون))(١) قال أبى: أقرأنى رسول الله - ﷺ - (لا يجزى) و (لا يقبل) بالياء فقرئت الآية بالياء والتاء فيهما (لا يجزى ) و (لا يقبل ) وهى رواية واضحة الدلالة كذلك على المقصود. والروايات فى ذلك كثيرة.
ثالثاً: المصاحف
المصاحف العثمانية حفظت لنا الكثير من هذه القراءات التى احتملها رسمها إذا وضعنا فى اعتبارنا أن هذه المصاحف كتبت مجردة من النقط والشكل مثل ( فتبينوا ) هكذا بدون نقط ولا شكل، فإنها تقرأ "فتبينوا" وتقرأ "فتثبتوا"
رابعاً: الإسناد
والإسناد من خصائص الأمة الإسلامية، فالنقل عن الثقة تلو الثقة هو أمر اعتمدت عليه الرواية الإسلامية سواء فيما يتصل بالقرآن الكريم وقراءاته أو بالحديث النبوى.
ومن ثم فإن السابقين ما كانوا يقبلون قراءة أحد من القراء إلا إذا ثبت أخذه عمن فوقه بطريقة المشافهة والسماع حتى يتصل الإسناد بالصحابى الذى أخذ القراءة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
جاء فى البرهان للزركشى: وهذا التسلسل فى أسانيد القراء هو الذى سوغ للعلماء أن يصفوا القراءات بأنها توقيفية.(٢)
خامساً: الإجماع
(٢) البرهان - ١/٣٢١.