أحدهما - قوم اعتقدوا معانى ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها (١)
والثانى - قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده بكلامه من كان من الناطقين بلغة العرب من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنزل عليه، والمخاطب به.
فالأولون: راعوا المعنى الذى رأوه من نظر إلى ما تستحقه ألفاظ القرآن من الدلالة والبيان.
والآخرون: راعوا مجرد اللفظ، وما يجوز عندهم أن يريد به العربى من غير نظر إلى ما يصلح للمتكلم به، وسياق الكلام. ثم هؤلاء كثيراً ما يغلطون فى احتمال اللفظ لذلك المعنى فى اللغة كما يغلط فى ذلك الذين من قبلهم.
كما أن الأولين كثيراً ما يغلطون فى صحة المعنى الذى فسروا القرآن، كما يغلط فى ذلك الآخرون. وإن كان نظر الأولين إلى المعنى اسبق ا. هـ (٢) هذه بعض أسباب الخلاف بين المفسرين فى نظر ابن تيمية.
أما العلامة ابن جزى فقد ذكر أسباب الخلاف بين المفسرين حاصراً إياها فى اثنى عشر سبباً هى:
اختلاف القراءات.
اختلاف وجوه الإعراب وإن اتفقت القراءات.
اختلاف اللغويين فى معنى الكلمة.
إشتراك اللفظ بين معنيين فأكثر.
احتمال العموم والخصوص.
احتمال الإطلاق والتقييد.
احتمال الحقيقة أو المجاز.
احتمال الإضمار أو الاستقلال.
احتمال الكلمة زائدة.
احتمال حمل الكلام على الترتيب أو على التقديم والتأخير.
احتمال أن يكون الحكم منسوخاً أو محكماً.
اختلاف الرواية فى التفسير عن النبى - ﷺ -وعن السلف-رضى الله عنهم.(٣)
أمثلة تقرب مفاهيم هذه الأسباب
أما بالنسبة للسبب الأول: وهو اختلاف القراءات، فهو موضوع الكتاب ولا حاجة بنا إلى التمثيل له فى هذا الموضع لأننا أشبعناه أمثلة فيما سيأتى من مباحث.
(٢) مقدمة فى أصول التفسير - ص ٨٤
(٣) مقدمة التسهيل -١/١٢.