والأولى بمعنى يصدون غيرهم عن الإيمان، والثانية بمعنى صدودهم فى أنفسهم، وكلا المعنيين حاصل منهم. (١) مثل ذلك مؤثر فى التفسير، لأن ثبوت أحد اللفظين فى قراءة قد يبين المراد عن نظيره فى القراءة الأخرى أو يثير معنى غيره، ولأن اختلاف القراءات فى ألفاظ القرآن يكثر المعانى في الآية الواحدة.
وقال المحقق ابن الجزرى في ذلك : قد تدبرنا اختلاف القراءات فوجدناه لا يخلو من ثلاثة أحوال :
أحدهما: اختلاف اللفظ لا المعنى كالاختلاف فى ألفاظ (الصراط (٢)، يؤوده (٣)، القدس(٤)) ونحو ذلك مما يطلق عليه أنه لغات فقط.
الثانى : اختلافهما جميعاً مع جواز اجتماعهما فى شئ واحد مثل (مالك، ملك) (٥) قراءتان المراد بهما الله تعالى فهو مالك يوم الدين وملكه، ومنه قراءة (ننشزها، وننشرها ) (٦) لأن المراد فى القراءتين العظام فالله أنشرها بمعنى أحياها، وأنشزها أى رفع بعضها إلى بعض حتى التأمت، فضمن الله المعنيين فى القراءتين.
الثالث : اختلافهما جميعاً مع امتناع جواز اجتماعهما فى شئ واحد، لكن يتفقان من وجه آخر لا يقتضى التضاد.

(١) راجع فى ذلك تفسير التحرير والتنوير - ١/٤٦ وما بعدها بتصرف.
(٢) سورة الفاتحة: ٥
(٣) سورة البقرة: ٢٥٥
(٤) سورة النحل: ١٠٢
(٥) سورة الفاتحة : ٤
(٦) سورة البقرة : ٢٥٩


الصفحة التالية
Icon