وأما القراءة الشاذة فهى التى اختل فيها ركن من أركان القراءة الصحيحة التى سبق ذكرها وهى:
١- صحة السند.
٢- موافقة اللغة العربية، ولو بوجه.
٣-موافقة أحد المصاحف العثمانية، ولو احتمالاً.
فمتى اختل ركن من هذه الأركان، فهى القراءة الشاذة.
وقيل: الشاذ هو ما صح سنده، وخالف الرسم والعربية مخالفة تضر، أو لم تشتهر عند القراء. (١) وقد يطلق الشاذ ويراد به كل ما لا يقرأ به من أنواع القراءات.
وقولنا فى القاعدة: "فلا تقوى على معارضتها قراءة شاذة" يخرج ما إذا كانت الشاذة، مؤيدة للمتواترة، فإنه يجوز ذكرها على سبيل الاستشهاد والبيان للقراءة المتواترة. (٢)
وكون القراءة الشاذة، لا تقوى على معارضة المتواترة، مما لا يمارى فيه، بل إن كثيراً من الأصوليين، لم يعتبرها حجة حتى فى مقام عدم المعارضة، وسيأتى الحديث عن ذلك فى محله إن شاء الله.
أمثلة تطبيقية مشتملة على
اعتماد العلماء للقاعدة
المثال الأول:
قال تعالى: ((إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما)) (٣) هكذا فى القراءة المتواترة ((فلا جناح عليه أن يطوّف بهما)) وقرأ على -رضى الله عنه -، وابن مسعود، وأنس بن مالك، وابن عباس ((أن لا يطّوّف بهما)) (٤)، وقرئ شاذاً كذلك "أن لا يتطوف" وكذلك أيضاً "أن لا يطوف" بضم الطاء وسكون الواو. (٥)
قال ابن عطية فى تصوير الخلاف بين العلماء بناء على اختلاف القراءات فيها. قال:
(٢) أنظر: أضواء البيان - ١/٧، معترك الأقران - ١/١٢٧، ١٢٨.
(٣) سورة البقرة: ١٥٨.
(٤) مختصر فى شواذ القرآن - ص١١١.
(٥) تفسير ابن عطية - ١/٢٢٩.