وعلى ذلك "فتوارد المعانى فى الآية الواحدة بسبب تعدد وجوه القراءة فيها هو نظير التضمين (١) فى استعمال العرب أو نظير التورية (٢) والتوجيه (٣) فى علم البديع ونظير مستتبعات التراكيب(٤) فى علم المعانى (٥)
أقوال العلماء فى اعتماد القاعدة:

(١) التضمين: هو إعطاء الشئ معنى الشئ، وهو يكون فى الأسماء والأفعال، وأما الحروف ففيه خلاف بين العلماء، ومثاله فى الأسماء قوله تعالى: ((حقيق على ألا أقول على الله إلا الحق)) [ الأعراف: ١٠٥] حيث ضمن لفظ "حقيق" معنى حريص. ومثاله فى الأفعال قوله تعالى: ((عيناً يشرب بها عباد الله)) [ الإنسان: ٦ ] حيث ضمن الفعل يشرب معنى يروى بدليل تعديته بالباء دون "من".
(٢) التورية: أن يذكر لفظ له معنيان - إما بالاشتراك أو التواطؤ أو الحقيقة أو المجاز - أحدهما قريب والآخر بعيد، ويقصد البعيد ويورى عنه بالقريب فيتوهمه السامع من أول وهلة.
(٣) التوجيه: هو ما احتمل معنيين ويؤتى به عند فطنة المخاطب ومثاله قوله تعالى حكاية عن أخت موسى عليه السلام ((هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون)) [ القصص: ١٢ ] فإن الضمير "له" يصلح أن يكون لموسى عليه السلام كما يصلح أن يكون لفرعون.
(٤) هى المعانى المستفادة من التراكيب، بمعنى أن يخرج الأسلوب عن غرضه الأساسى إلى غرض آخر يعرف من السياق، تدل عليه القرائن، وذلك كالمعانى التى يخرج إليها مثلاً أسلوب الاستفهام بعيداً عن معناه الأصلى كأن يدل على الإنكار أو الاستبطاء أو التعجب أو التهكم أو التحقير ……….. الخ، وكأسلوب الأمر كذلك حين يخرج عن معناه إلى معنى التعجيز أو الإباحية أو الندب أو الدعاء أو التسخير والإذلال أو الإهانة …….. الخ
(٥) أنظر: التحرير واتنوير - ١/٤٨، أصول التفسير - ص١٦٥.


الصفحة التالية
Icon