ومثاله أيضاً الوقف على (والموتى) من قوله سبحانه: ((إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى))(١) فهو يوهم أن الموتى يستجيبون كذلك. والمقطوع به أنه ليس هناك تكليف بعد الموت حتى يوصف الموتى بالاستجابة وعدمها. أو يوهم أن الموتى يسمعون لو جعلنا العطف على فاعل (يسمعون) وهو واو الجماعة.
قال الصفاقسى: وليس كذلك، بل (الموتى) يستأنف، سواء جعلته مفعولاً لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور بعده أى ويبعث الله الموتى، أو جعلته مبتدأ وما بعده خبره، فالوقف على (يسمعون) هو أكفى وقيل: تام. (٢)
ومنه أيضاً أن يقف على قوله تعالى: ( قالوا ) من قوله سبحانه ((لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم)) (٣) أو قوله سبحانه ((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة)) (٤) لأن الابتداء بما بعد قالوا فى الآيتين يؤدى إلى إثبات ما هو كفر، لذلك قال السيوطى: من تعمده وقصد معناه فقد كفر. (٥)
ومنه أن يقف على ((فويل للمصلين)) (٦) مع أنه رأس آية، ومنه أيضاً الوقف على المنفى دون المثبت فى نحو قوله سبحانه :((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) (٧) إذ الوقف على (لا إله) نفى للألوهية وهو كفر لو اعتقد القارئ ذلك أو تعمده. أو قوله سبحانه ((وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً)) (٨) فالوقف على (وما أرسلناك) نفى لرسالته - ﷺ -، فلا يجوز تعمد ذلك ولا اعتقاده.
(٢) تنبيه الغافلين - ص١٣٧.
(٣) سورة المائدة : ٧٢.
(٤) سورة المائدة: ٧٣.
(٥) الإتقان - ١/٨٦، ويدخل فى الوقف القبيح الوقف على ( إن الله لا يهدى) المائدة: ٥١، (إن الله لا يستحى) - البقرة: ٢٦، ( إن الله لا يأمر) - الأعراف: ٢٨، ونحو ذلك مما يحيل المعنى.
(٦) سورة الماعون : ٤.
(٧) سورة محمد : ١٩.
(٨) سورة الفرقان : ٥٦