يرى كثير من العلماء أن الوقف على (همت به) وقف تام.(١) بينما يرى فريق آخر أنه لا يوقف على (همت به) ولكن على (برهان ربه)(٢)
التفسير على كلا الرأيين:
أما بالنسبة للرأى الأول والذى يرى أصحابه أن الوقف على: (همت به) وقف تام، فإنهم قالوا: إن فى الكلام تقديماً وتأخيراً.
فتقدير الآية: (ولقد همت به) ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها. وهؤلاء يرون بجانب لزوم الوقف على (همت به ) يرون كذلك أن قوله (وهم بها) هو جواب لولا مقدم عليها أو دليل ذلك الجواب.
ويترتب على هذا الوجه انتفاء وقوع أى هم من جهة يوسف عليه السلام، ومن ثم فلا حاجة إلى تفسير ذلك الهم ولا إلى بيان حقيقته، إذ المعروف أن الحرف (لولا) حرف امتناع لوجود، أى امتناع وقوع الجواب لوجود الشرط، وبمعنى أخص: لم يقع الهم لوجود البرهان.
وقد مال إلى هذا الوجه من المحدثين بجانب من ارتآه من القدامى الشيخ عبدالوهاب النجار(٣)، والدكتور محمد أبو شهبة الذى قال عنه بعد أن حكاه: إنه القول الجزل الذى يوافق ما دل عليه العقل من عصمة الأنبياء، ويدعو إليه السابق واللاحق.(٤)
الاعتراضات الموجهة إلى هذا الوجه والجواب عنها:
اعترض بعض النحاة وغيرهم على هذا الوجه بعدة اعتراضات منها:
أ- قال الزجاج: إن تقديم جواب لولا شاذ وغير موجود فى الكلام الفصيح.
ب- وقال الزجاج أيضاً: إن لولا يقترن جوابها باللام فلو كان الأمر على ما ذكر لقال: ولقد همت به ولهم بها لولا أن رأى برهان ربه.
(٢) الدر المصون - ٤/١٦٩.
(٣) قصص الأنبياء - ص١٥٩.
(٤) الإسرائيليات والموضوعات فى كتب التفسير - ص ٢٢٧.