وليس كل ما شُوِفهَ به يُقرأ به اليوم، بل لابد من اتصاله بأهل العصر، ولذلك فإن كثيرا من القراءات كان يقرأ بها(١)[٣٤])، بيد أن انقطاع إسنادها مشافهة لقصور الهمم أدى إلى إهمالها ومن ثم لم تتصل، وعليه فلا تجوز القراءة بها الآن.
والذي عليه قراءة هذا العصر هو ما اتصل بالقراء العشرة، وهم :
ابن عامر الشامي ( ت ١١٨ هـ ) وابن كثير المكي ( ت ١٢٠ هـ ) وعاصم بن أبي النَّجود ( ١٢٧ هـ ) وأبو عَمرو البصري ( ت ١٥٤ هـ) وحمزة الزيات ( ت ١٥٦ هـ ) ونافع المدني ( ت ١٦٩ هـ ) والكسائي ( ت ١٨٩ هـ ) والثلاثة الذين يكتمل بهم العشرة، وهم أبو جعفر المدني (١٣٠ هـ ) ويعقوب الحضرمي (ت ٢٠٥ هـ) وخلف البزار (ت ٢٢٩ هـ ).
وليس كل ما يُعزى إلى هؤلاء يُقرأ به، بل لا يقرأ إلا بما ثبت عنهم على وجه المشافهة دون انقطاع (٢)[٣٥]).
وليس لأحد أن يقرأ بأوجه القراءات المقروء بها عن الأئمة العشرة إلا إذا شافهه بها، لأن القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول كما تقدم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ت ٧٢٨ هـ ) :" ولم ينكر أحد من العلماء قراءة العشرة، ولكن من لم يكن عالما بها أو لم تثبت عنده... فليس له أن يقرأ بما لا يعلمه" (٣)[٣٦]).
والذي لا يقرأ به أكثر مما يقرأ به، فإن في سورة الفاتحة ما يناهز خمسين اختلافا من غير المقروء به، وفي سورة الفرقان نحو مائة وثلاثين موضعا(٤)[٣٧]).
(٢) ٣٥] )انظر الدراسة التطبيقية في هذا البحث المثال (١)،(٣).
(٣) ٣٦] )انظر دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية ١/٧٠.
(٤) ٣٧])انظر التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ٨/٣٠٢ وفتح الباري بشرح صحيح البخاري ١٩/٤٦.