لما أتم المتولي حفظ القرآن الكريم التحق بالأزهر فتعلم العلوم الشرعية و العربية، ثم اهتم بعلم القراءات خاصة اهتماما بالغا، فحفظ المتون الأساسية فيه، و هي المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه، و تحفة الأطفال في التجويد، و الشاطبية في القراءات السبع، و الدرة في القراءات الثلاث المتمة للعشر، و الطيبة في القراءات العشر، و عقيلة أتراب القصائد في علم الرسم و النهاية في القراءات الشاذة، و اشتغل بتلقي القراءات و تلقينها و التأليف فيها حتى فاق أقرانه. فلقب في زمانه ب ( ابن الجزري الصغير ) و نعت ب ( خاتمة المحققين ) ثم انتهت إليه مشيخة المقارئ و الإقراء بالديار المصرية سنة (١٢٩٣هـ - ١٨٧٦م)، و مما يشهد على تفوقه على أقرانه، و ما اكتسبه من مكانة عالية أن الشيخ محمد نصر و الجريسي الكبير اللذين قرآ على الدري شيخ المتولي قرآ أيضا على المتولي نفسه ن و هما من كبار علماء القراءات أنذاك، و ممن قرأ عليه أيضا و استفاد منه محمد البنا و رضوان المخللاتي و هما من لداته و من العلماء المبرزين في القراءات و غيرها.
و لأجل تلك المكانة العلمية للمتولي لقيت مؤلفاته عناية العلماء و طلاب العلم منذ وقته و حتى الآن، فإن العمل في مصر و في غالب البلاد الإسلامية كمكة و المدينة على تحريراته على الطيبة في القراءات العشر، و كان القراء في مصر يرون أن القارئ لا يعتبر محيطا بعلم القراءات و متصديا لها حتى يحفظ الشاطبية، و الدرة، و الطيبة، و تحريرها و الفوائد المعتبرة في القراءات الأربع الزائدة على العشرة للمتولي هذا و لم يكن المتولي رحمة الله من كبار علماء القراءات فحسب، بل كان أيضا مشاركا في العلوم الشرعية و العربية و له رسالة في التفسير كما سيأتي ذكرها في كتبه و له شعر جيد فالحاصل أن المتولي رحمه الله له مكانة علمية عَلِيَّة في عصره و بعد عصره، وبخاصة في علم القراءات.
شيوخه :