المبحث الثالث : عناية الأمة بالأخذ بالتجويد.
المبحث الرابع : كيف يتلقى القرآن.
المبحث الخامس : حكم الأخذ بالتجويد.
المبحث السادس : اللحن في القراءة.
الخاتمة.
المبحث الأول: تعريف التجويد لغة واصطلاحاً
تعريفه لغة :
يقال : جاد الشيء جُودة أي صار جيداً، وأجدت الشيء فجاد، والتجويد مثله[٣].
المقدمة : وفيها لمحة عن اهتمام السلف بالتجويد والسبب الباعث على تأليف هذا البحث.
فالتجويد: مصدر من جوّد تجويداً إذا أتى بالقراءة مجودة الألفاظ، بريئة من الجور في النطق بها.
ومعناه انتهاء الغاية في إتقانه وبلوغ النهاية في تحسينه، ولهذا يقال جوّد فلان في كذا إذا فعل ذلك جيداً، والاسم منه الجودة ضد الرداءة. [٤]
ويقال لقارئ القرآن الكريم المحسّن تلاوته (مجوِّد) بكسر الواو إذا أتى بالقراءة مجوَّدة الألفاظ، بريئة من الجور والتحريف حال النطق بها[٥].
وفي الاصطلاح :
هو إعطاء الحروف حقوقها وترتيبها مراتبها، ورد الحرف إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وشكله، وتصحيح لفظه وتلطيف النطق به على حال صيغته وكمال هيئته من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف.
وهو حلية التلاوة وزينة القراءة. [٦]
ويقول الهذلي[٧] في كامله : فأما تجويد الحروف فمعرفة ألفاظها وقراءتها، وأصولها وفروعها وحدودها وحقوقها وقطعها ووصلها، ومدّها وحدرها وتحقيقها وترسيلها وترتيلها، ومذاهب القراء فيها، وهو حلية التلاوة وزينة القراءة. [٨]
وعَرَّفه المتأخرون فقالوا : هو إخراج كل حرف من مخرجه وإعطاؤه حقه ومستحقه من الصفات. [٩]
المبحث الثاني: نشأة التجويد
نشأ التجويد على وجه التحديد منذ الوهلة الأولى التي نزل فيها القرآن الكريم على قلب سيد الأولين والآخرين نبينا محمد ﷺ في قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ علم عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾.[١٠]
هذه الآيات قرأها جبريل على رسول الله ﷺ مرتلة، فحفظها رسول الله ﷺ على تلك الكيفية التي تلقاها بها وأداها كما سمعها.
يشهد لذلك ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا فجعل جبريل عليه السلام ينزل على النبي ﷺ يرتله ترتيلاً). [١١]


الصفحة التالية
Icon