مع أنه ليس عنده في تفسيره عن قتادة بهذا اللفظ، وإنما عن الثوري. انظر تفسير عبد الرزاق ٢/١٩. وانظر الرواية رقم ١٧١٠.
ومن ذلك أيضا قوله١ "ووصله الفريابي والحاكم وابن جبير عن مجاهد قال: يقول: سوف أتوب".
هكذا ذكر هذا الأثر عن مجاهد، ثم عزاه للفريابي والحاكم وابن جبير، بينما علقه البخاري عن ابن عباس، ثم إن الحافظ وصله في تغليق التعليق ٤/٣٥٥ أيضا من طريق ابن عباس. وكذا ذكره السيوطي في الدر المنثور ٨/٣٤٤ ونسبه إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان، كلهم عن ابن عباس. انظر الرواية رقم ٣١٣٨. وهذا نادر جداً.
ثالثا: ذكر الرواية مع عدم ذكر الراوي لها.
وكان الحافظ ابن حجر فيما ينقله ينسب إلى من أخرجه وإلى من روي عنه سواء كان من الصحابة أو التابعين، إلا أنه في بعض الأحيان قد خالف هذا المنهج، فيذكر الرواية ولم يبيّن الراوي.
ومن أمثلة ذلك قوله٢: "أخرج ابن إسحاق في سؤال من سأل النبي ﷺ عن قصة أصحاب الكهف: "غدا أجيبكم"، فتأخر الوحي فنزلت ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ فقال: "إن شاء الله".
هكذا أورده من غير ذكر الراوي، وهذا الأثر مروي عن ابن عباس، فقد
٢ فتح الباري ١١/٦٠٣.