قوله تعالى: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً﴾ الآية: ١٦٩
[٤٤١] أخرج مسلم من طريق مسروق قال "سألنا عبد الله بن مسعود عن هؤلاء الآيات قال: أما إنا قد سألنا عنها فقيل لنا: "إنه لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر، ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها" الحديث١.
قوله تعالى:
﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ﴾ الآية: ١٧٢
[٤٤٢] وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس قال "لما رجع المشركون عن أحد قالوا: لا محمداً قتلتم، ولا الكواعب٢ ردفتم، بئسما صنعتم، فارجعوا، فندب رسول الله ﷺ الناس، فانتدبوا حتى بلغ حمراء الأسد٣، فبلغ المشركون فقالوا: نرجع من قابل، فأنزل الله تعالى: ﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ الآية.
أخرجه مسلم في صحيحه رقم١٨٨٧-١٢١ - في الإمارة، باب في بيان أن أرواح الشهداء في الجنة - من حديث الأعمش، عن عبد الله بن مُرّة، عن مسروق، به نحوه. وذكره ابن كثير ٢/١٤٠ برواية الإمام مسلم. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور ٢/٣٧٣ ونسبه إلى عبد الرزاق في المصنف والفريابي وسعيد بن منصور وهناد وعبد ابن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في الدلائل عن مسروق، به.
٢ الكواعب: جمع الكاعب، وهي المرأة حين يبدو ثديها للنهود، ويقال الكَعاب - بالفتح - أيضا. انظر: النهاية في غريب الحديث ٤/١٧٩.
٣ حمراء الأسد: موضع على ثمانية أميال من المدينة. إليه انتهى رسول الله ﷺ يوم أحد في طلب المشركين. انظر: معجم البلدان ٢/٣٠١.