عن مالك بن أوس١ قال: كانت عندي امرأة قد ولدت لي، فماتت فوجدت عليها، فلقيت علي بن أبي طالب فقال لي: مالك؟ فأخبرته، فقال: ألها ابنة؟ يعني من غيرك، قلت: نعم، قال: كانت في حجرك؟ قلت: لا، هي في الطائف٢، قال: فانكحها، قلت: فأين قوله تعالى: ﴿وَرَبَائِبُكُمُ﴾ قال: إنها لم تكن في حجرك٣.
[٥٠٩] وهو عند ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق إبراهيم بن عبيد ابن رفاعة، وإبراهيم ثقة تابعي معروف، وأبوه وجده صحابيان، والأثر صحيح عن علي٤.

١ مالك بن أوس بن الحدثان بن سعد بن يربوع البصري أبو سعيد المدني، مختلف في صحبته، قال ابن حجر: له رؤية، وذكره في الإصابة في القسم الأول. روى عن عمر وعثمان وعلي وغيرهم. مات سنة اثنتين وتسعين. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: الإصابة ٥/٥٢٥، رقم٧٦١١، والتهذيب ١٠/٩.
٢ الطائف مدينة في السفوح الشرقية لسراة الحجاز، شرق مكة مع مَيْل يسير إلى الجنوب على ٩٩ كيلا، يصلها بمكة طريقان. وترتفع عن سطح البحر ١٦٣٠ متراً، وهي مصيف مثالي. انظر: معجم معالم الحجاز ٥/٢١٩.
٣ فتح الباري ٩/١٥٨.
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه رقم١٠٨٣٣ - في النكاح، باب ﴿وَرَبَائِبُكُمُ﴾ - عن ابن جريج، قال: أخبرني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، به.
٤ فتح الباري ٩/١٥٨.
أخرجه ابن أبي حاتم رقم٥٠٨٧ حدثنا أبو زرعة، حدثنا إبراهيم بن موسى، أنبأنا هشام - يعني ابن يوسف - عن ابن جريج، حدثني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، به. وفي آخره "وإنما ذلك إذا كانت في حجرك". ونقله ابن كثير في تفسيره ٢/٢١٩-٢٢٠ ثم قال: هذا إسناد قوي ثابت إلى علي بن أبي طالب، على شرط مسلم، وهو قول غريب جداً، ثم قال: وإلى هذا ذهب داود بن علي الظاهري وأصحابه، وحكاه أبو القاسم الرافعي عن مالك رحمه الله، واختاره ابن حزم. وقال - أي ابن كثير - وحكى لي شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي أنه عرض هذا على الشيخ الإمام تقي الدين ابن تيمية رحمه الله فاستشكله، وتوقف في ذلك، والله أعلم. اهـ. كلام الحافظ ابن كثير – رحمه الله.
وذكره السيوطي في الدر المنثور ٢/٤٧٤ ونسبه إلى عبد الرزاق وابن أبي حاتم بسند قال عنه: صحيح، عن مالك بن أوس بن الحدثان.


الصفحة التالية
Icon