قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾
[٥٩٦] وقد روى الطبري من طريق سعيد بن جبير والسدي وغيرهما أن الآية نزلت في رجل كان مسلما مقيما بمكة، فلما سمع قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾ ١ قال لأهله وهو مريض أخرجوني إلى جهة المدينة فأخرجوه فمات في الطريق، فنزلت٢.
قوله تعالى: ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ الآية: ١٠١
[٥٩٧] وقد سأل يعلى بن أمية الصحابي٣ عمر بن الخطاب عن قوله تعالى: ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ فذكر أنه سأل رسول الله ﷺ عن ذلك فقال:

١ من الآية ٩٧ من السورة نفسها.
٢ فتح الباري ٦/١٨.
أما أثر سعيد بن جبير فأخرجه ابن جرير رقم١٠٢٨٢ حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير - نحوه. وسمىّ ذلك الرجل المسلم بأنه "رجل من خزاعة يقال له ضمرة ابن العيص" أو "العيص بن ضمرة بن زنباع". قال ابن حجر: واسمه ضمرة على الصحيح. انظر: الفتح ٦/١٨.
وأما أثر السدي فأخرجه رقم١٠٢٩٠ حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد ابن مفضل، قال: حدثنا أسباط، عن السدي - بنحوه. وفيه تسمية ذلك الرجل المسلم بأنه "ضمرة بن جندب الضمري".
٣ يعلى بن أمية بن أبي عُبيدة بن همّام التميمي، حليف قريش، صحابي مشهور، مات سنة بضع وأربعين. انظر ترجمته في: أسد الغابة ٥/٤٨٦، رقم٥٦٤٧، والتقريب ٢/٣٧٧.


الصفحة التالية
Icon