وأما رواية أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث، للحديث عن الليث عن ابن لهيعة عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة رضي الله عنها عند الطبراني (٣٢ / ٢٩٢ ). فزيادته لابن لهيعة بين الليث وبين ابن أبي مليكة لا تعلل رواية الأئمة الحفاظ عن الليث عن ابن أبي ملكة بلا واسطة. وممن رواه عبد الله بن المبارك وصرح فيه بتحديث ابن أبي مليكة للإمام الليث بن سعد ( (١) ) وقتيبة عند الترمذي والنسائي و يزيد بن خالد بن موهب عند أبي داود. كلهم أثبات ثقات وقد خالفوا عبد الله بن صالح كاتب الليث فهي من أوهامه فإن فيه ضعفا. (٢)
*تنبيه :
قد وهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى هنا على الترمذي، فحكى عنه خلاف ما في السنن حين أراد الردَّ على الطحاوي، وذلك أنه قال :( وأَعل الطحاوي الخبر بالانقطاع فقال : لم يسمعه ابن أبي مليكة من أم سلمة واستدل على ذلك برواية الليث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَمْلك عن أم سلمة أنه سألها عن قراءة رسول الله : فنعتت له قراءة مفسرة حرفا حرفا. وهذا الذي أعله به ليس بعلة فقد رواه الترمذي من طريق ابن أبي مليكة عن أم سلمة بلا واسطة وصححه ورجحه على الإسناد الذي فيه يعلى بن مَمْلك ) اهـ. (٣) بحروفه.
(٢) ترجمته طويلة في كتب الجرح والتعديل و قد ضعفه جماعة من الحفاظ وقوى أمره آخرون و أنكروا عليه أحاديث، فممن ضعفه الإمام أحمد وأحمد بن صالح المصري و صالح جزرة والنسائي وابن حبان وضرب علي ابن المديني على حديثه، و حسن أبوزرعة حديثه و وثقه ابن معين.
وفي المغني للذهبي :( صالح الحديث له مناكير ) اهـ. وفي التقريب :( صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه، و كانت فيه غفلة ) اهـ. ينظر : الجرح والتعديل ٥ / ترجمة ٣٩٨ وتهذيب الكمال : ١٥ / ١٠٨ و المغني ١ / ترجمة ٢٣١٨ و تهذيب التهذيب ٥ / ٢٥٦ و تقريب التهذيب : صـ ٣٦٥ ترجمة : ٣٣٨٨.
(٣) تلخيص الحبير ١/٢٣٣