الثالث : الجمع بالوقف على اختيار ابن الجزري، قال في النشر بعد ما تقدم: ولكني ركبت من المذهبين مذهبا فجاء في محاسن الجمع طرازا مذهبا فابتدئ بالقارئ وأنظر إلى من يكون من القراء أكثر موافقة له فإذا وصلت إلى كلمة بين القارئين فيها خلف وقفت وأخرجته معه ثم وصلت إلى أن أنتهي إلى الوقف السائغ جوازه وهكذا حتى ينتهي الخلاف انتهى
( قلت ) وهذا الذي عليه العمل عند حذاق القراء في مصر
( ومثاله ) ياأيها الناس اتقوا ربكم أول الحج إلى شديد
فيبدأ بقالون بالسكون وقصر المنفصل فيندرج معه يعقوب
فإذا وصل إلى وما هم بسكارى وقف وأعاد للدوري من وترى الناس سكارى بالإمالة إلى شديد،
ثم قرأ للسوسي من إدغام إن زلزلة الساعة شئ عظيم إلى النهاية بوجهي وترى الناس
ثم قرأ بصلة الميم لقالون، يأخذ أصحاب الصلة
ثم يبدأ الآية بمد المنفصل أربعا لقالون إلى سكارى فيندرج معه الشامي وعاصم
ثم يعيد للدوري من سكارى بالإمالة
ثم يعيد للكسائي وخلف سكرى بالإمالة
ثم يقرأ بالصلة لقالون فيذهب وحده
ثم يمد ستا لورش ويستوفي له وجهي اللين مع تقليل سكارى
ثم يقرأ لحمزة من اتقوا ربكم يبدأ بعدم الغنة لخلف مع السكت في شئ
ثم بالغنة لخلاد كذلك
ثم بعدم السكت على شئ لخلاد
ثم بالسكت على المفصول لخلف إلى تمام الآية وقد استوعب الخلاف الذي فيها.
وللجمع شروط أربعة لابد منها وهي:
مراعاة الوقف والإبتداء
وحسن الأداء
وعدم التركيب،
أما رعاية الترتيب والتزام تقديم راو بعينه فلا يشترط إلا أنه في هذا الزمان صار من لوازم الجمع فالأحسن للقارئ أن يراعي ترتيب كتابه الذي يقرأ به فيقدم من قدمه الكتاب من المشايخ ورواتهم على ترتيبه ثم يسير على طريقة الجمع التي يتبعها في قراءتها فإذا كان الخلاف في كلمة كأوجه ( هأنتم و أرأيتم ) راعى في قراءتها لكل راو ترتيب الكتاب هذا، وقد أشار إلى ذلك كله العلامة ابن الجزري في طيبته فقال :
وقد جرى من عادة الأئمه


الصفحة التالية
Icon