إفراد كل قارئ بختمه
بالعشر أو أكثر أو بالسبعِ | حتى يؤهلوا لجمع الجمعِ |
وغيرنا يأخذه بالحرفِ | وجمعنا نختاره بالوقفِ |
ولا يُركب ولْيُجِد حُسن الأدا | بشرطه فلْيَرْعَ وقفا وابتدا |
يبدا بوجه من عليه وقفا | فالماهرُ الذي إذا ما وقفا |
مختصرا مستوعبا مرتِبا | يعطفُ أقرباً به فأقربا |
عند الشيوخِ إن يُرِد أن يَنجَبا
وإذا عرفت ما ذكر علمت أن ما عليه مقرئو زماننا من أنه يأتيهم من لا يحسن أداء القراءة فيقرأ عليهم أحزابا لكل راو ولا يتمكن من إحسان الإفراد ثم يجمع الجميع مخالف لعمل المتقدمين والمتأخرين وفقنا الله لما يرضيه آمين.
رسم المصحف
رسم المصاحف العثمانية التي كتبها جمع من الصحابة في خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه كما قدمناه في تاريخ القرآن بإقرار مئات الألوف من الصحابة توقيفي، يجب اتباعه في الوقف والإبتداء، وصلا وفصلا، وإثباتا وحذفا، كما يجب إبقاؤه على كتابته الأولى، ولا يجوز تغييره بإجماع أئمة الدين،
قال في الإتقان : قال أشهب : سئل مالك هل يكتب المصحف على ما أحدثه الناس من الهجاء فقال لا إلا على الكتبة الأولى رواه الداني في المقنع
ثم قال ولا مخالف له من علماء الأمة،
وقال في موضع آخر : سئل مالك عن الحروف في القرآن مثل الواو والألف أترى أن يغير من المصحف إذا وجد فيه قال لا
قال أبو عمرو يعني الواو والألف المزيدتين في الرسم المعدومتين في اللفظ،
وقال الإمام أحمد : تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك،
وقال البيهقي في شعب الإيمان : من يكتب مصحفا فينبغي أن يحافظ على الهجاء الذي كتبوا به تلك المصاحف ولا يخالفهم فيه ولا يغير مما كتبوه شيئا فإنهم كانوا أكثر علما وأصدق قلبا ولسانا وأعظم أمانة منا فلا ينبغي أن نظن بأنفسنا استدراكا عليهم انتتهى.
أقول : كيف نستدرك عليهم وبقاء المصحف على رسمه الأصلي يدل على فوائد كثيرة وأسرار شتى.