هذه بعض مضار تغيير رسم المصحف فهل يجرؤ مسلم في قلبه مثقال ذرة من الإيمان على تغيير حرف منه عما كتب عليه في زمن الصحابة الذين تلقوه من رسول صلى الله عليه وآله وسلم وكتبوه له ولأنفسهم في حضرته ونقلوه ثم نشروه للأمة بعده، بإجماع منهم، وهم إذ ذاك فوق مئات الألوف، لا أظن أحدا يتجرأ على تغيير رسم المصحف أو يعين عليه إلا إذا كان مارقا من الدين، كما أني أعتقد أنه لا يتمكن من ذلك أحد أيا كان تصديقا لقوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
تحرير الاستعاذة والعوارض
أجمع القراء على الإبتداء بالتعوذ عند القراءة استحبابا أو وجوبا، والجمهور على الجهر بها وعلى أن لفظها : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وعلى أنه لا يجوز وصله بما وقطعه عنه،
فإذا اجتمعت الإستعاذة بآية بدون بسملة جاز فيها وجهان : وصلها بالآية وقطعها عنها،
وإذا جمعتها أي الإستعاذة مع البسملة وأول سورة جاز فيها أربعة أوجه :
( الأول ) قطعها عن البسملة وقطع البسملة عن أول السورة، ويسمى هذا قطع الجميع.
( والثاني ) الوقف عليها مع وصل البسملة بأول السورة ويسمى وصل الثاني.
( والثالث ) وصل التعوذ بالبسملة مع الوقف عليها والإبتداء بأول السورة ويسمى وصل الأول.
( والرابع ) وصل التعوذ بالبسملة بأول السورة ويسمى وصل الجميع.
كل ذلك يقتضيه قوله تعالى الشاطبي : مسجلا،
وقد نصَ عليه المحقق في النشر وأشار له في طيبته بقوله :
وقف لهم عليه أو صل واستحب... تعوذ وقال بعضهم يجب
وقد نظمت الأوجه الأربعة بقولي :
وفي استعاذة إذا بسورة... قرنتها أربعة للعشرة
قطع الجميع ثم وصل الثاني... ووصل أول فخذ بياني
ووصل كل واعتبر ما حررا... في كل عارض تكن ممن درى
وهذه الأوجه الأربعة تسمى عند المقرئين بالأوجه الأصول، ويتفرع عنها أوجه فرعية باعتبار الجائز في العارض بأنواعه.


الصفحة التالية
Icon