وقبل تحرير الإستعاذة بأوجهها الفرعية أقدم لك تمهيدا في تحرير العوارض المدية مجتمعة ليمكنك قياس ما لم نذكره على ما نذكره فأقول :
اختلف أهل الأداء في تحرير العوارض مجتمعة فبعضهم سواها وبعضهم فرق بينها وجعلها أبوابا مختلفة،
فإذا اجتمع عارض منصوب وآخر مجرور كالعالمين والرحيم فمن سوى بينهما ساوى مدهما ورام في المجرور بالقصر مع قصر المنصوب، ومن يفرق بينهما يسوي مدهما ويروم المجرور بالقصر مع تثليث المنصوب،
وإذا اجتمع عارض مجرور وآخر مرفوع كالدين ونستعين فمن يسوي يقصر المجرور بالسكون مع قصر المرفوع بسكون وإشمام ثم برومهما بالقصر ثم يوسطهما ويمدهما معا بالسكون فيهما وإشمام المرفوع في الحالتين، ومن يفرق له على قصر المجرور بالسكون قصر المرفوع بسكون وإشمام وروم، وعلى روم المجرور سبعة المرفوع وعلى توسط المجرور توسط المرفوع بسكون وإشمام ورومه بالقصر وعلى مدِ المجرور مدُ المرفوع بسكون وإشمام ورومه بالقصر فأوجه المرفوع يومئذ ستة عشر
( فإن قلت ) كيف تجوز ثلاثة المنصوب و سبعة المرفوع على روم المجرور بالقصر، وكيف يجوز روم المرفوع بالقصر حال توسط أو مدِ المجرور بالسكون
( قلت ) جاوت ثلاثة المنصوب و سبعة المرفوع حال روم المجرور بالقصر لأن الروم كالوصل، ونحن إذا وصلنا المجرور ووقفنا على منصوب أو مرفوع جاز لنا فيهما جميع أوجههما و كذلك الجواب في جواز روم المرفوع حال توسط المجرور أو مده بالسكون،
( وإن قلت ) هذا يعد تركيبا
( قلت ) لا تركيب بين بابين كما نصَ على ذلك صاحب غيث النفع، ولم ينقل عن العلامة الطباخ غيره، وتلقيناه عن شيخنا، وكان رحمه الله لا يلقي بهذه الطريقة إلا من يثق بهم، ويأمن عدم التخليط عندهم.
( وسأذكر ) لك كل التحريرات بالطريقتين مقدما طريقة التسوية على طريقة التفرقة، لتكون على بينة من الجميع فأقول مستعينا بالله تعالى :
تحرير الإستعاذة مع أول كل سورة