القرآن الكريم هو الوحي المنزل على سيدنا محمد ﷺ للإعجاز والبيان، المنقول مضبوطا بالتواتر، المتعبد بتلاوته، الجامع لمصالح العباد، في الحياة وبعد المعاد، وقد ابتدأ الله تعالى إنزاله على رسوله في أربع وعشرين من رمضان في السنة الثالثة عشرة قبل الهجرة في غار حراء بمكة، وتابع إنزاله على حسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة، ولما تمّ إنزاله كذلك أنزله فيه مرتبا كترتيبه في المصاحف في العرضة الأخيرة التي عرضها جبريل على النبي ﷺ مرتين، وقد كانت الصحابة تكتبه لنفسها، وللرسول فيما يجدونه من الصحف واللخاف والأكتاف، وكان منهم من يكتب الآيات والسورة والسور، ومنهم كتب جميعه وحفظه كله كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وزيد بن ثابت وأبي هريرة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان وغيرهم من أجلاء الصحابة، ومنهم من حضر العرضة الأخيرة كزيد بن ثابت لأنه كان أكبر كاتب من كتبة الوحي، وقد ثبت أنه قرأها مرارا على رسول الله ﷺ وكتبها لنفسه وللرسول فيما ذكرناه.