قوله تعالى ( وإذا لقوا الذين آمنوا.. إلى.. مستهزئون ) لفظ مستهزئون بدل وصلا ومد عارض للسكون وقفا، ومعلوم أم مدَ العارض أقوى من البدل ففيهما لورش ستة أوجه نصَ عليها في النشر بقوله : إذا وقفت لورش من طريق الأزرق على نحو يستهزئون و متكئون و مآب فمن روى عنه المد وصلا وقف كذلك، سواء اعتد بالعارض أم لم يعتد، ومن روى عنه التوسط وصلا وقف به إن لم يعتد بالعارض وبالمد إن اعتد به، ومن روى القصر كأبي الحسن بن غلبون وابن بليمة وقف كذلك إذا لم يعتد بالعارض وبالتوسط أو الإشباع إن اعتد به، انتهت عبارته، وقد نظمت ذلك فقلت :
ثلث كمستهزئون مع قصر البدل...... وإن توسط وسطا وامدد تجل
وإن تمد امدده لاغير لدا......... وقف لورش ستة نلت الأمل
وليس ذلك مخصوصا بعارض السكون الذي فيه همز بل هو عام في جميع المد العارض لكونه أقوى من البدل كما علمت ونبه على ذلك العلامة الطباخ في تحريره فقال :
وحرف مدٍ حرف لين إن تلا...... في الوقف أو عارض وقف بدلا

ومثل أول مع الأدنى أتى...... في الثان مع عكس فصارت ستتا
فليأت فيس الثان الذي في الأول وزده ما عنه علا إن يقبل
قوله تعالى ( ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) اختص بإمالة طغيانهم الدوري عن الكسائي ولا تقليل فيه لورش.
قوله تعالى ( إن الله على كل شئ قدير ) يفهم من قول الشاطبي – وعن حمزة في الوقف خلف.. إلى و شئ و شيئا لم يزد – أن خلفا اختلف عنه في السكت على المفصول نحو لهم آمنوا ولم يختلف عنه في السكت على أل و شئ، وأن خلادا اختلف عنه في سكت أل و شئ ولم يختلف عنه في عدم سكت المفصول، وقد أوضح ذلك بعضهم بقوله :
و شئ و أل بالسكت عن خلف بلا...... خلاف وفي المفصول خلف تقبلا
وخلادهم بالخلف في أل و شيئه...... ولا سكت في المفصول عنه فحصلا


الصفحة التالية
Icon