فيه ولم يثبت ثبوتا مستفيضا أنه من القرآن، وجردت هذه المصاحف جميعها من النقط والشكل ليحتملها ما صَح نقله وثبتت تلاوته عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ كان الإعتماد على الحفظ المتلقى عن الرسول لا على مجرد الخط، وقرأ أهل كل مصر بما في مصحفهم وتلقوا ما فيه عن الصحابة الذين تلقوه من في رسول صلى الله عليه وآله وسلم ثم قاموا مقام الصحابة في تعليم ذلك لغيرهم ( ومن ثم كانت موافقة خط المصاحف العثمانية شرطا من شروط صحة القراءة ) و كذلك قام من بعدهم من أئمة الحفاظ عدد لا يحصى وكثر القراء وانتشروا، وكان منهم المتقن والمقصر إلى أثناء المائة الثالثة فقام جهابذة أئمتهم وجعلوا للقراءة الصحيحة ضابطا وهو كل ما صَح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسند الصحيح ووافق وجها في العربية ووافق خط المصاحف العثمانية فهو القرآن وكل قراءة كذلك تكون من جملة الأحرف السبعة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : أنزل القرآن على سبعة أحرف، و القراءات العشر التي يقرأ بها في زماننا كذلك، والأحرف السبعة مندرجة فيها، وما عداها مما لم يستوف الشروط المذكرة شاذ وليس بقرآن، وقد أجمع الأصوليون على أن الشاذ ليس بقرآن لعدم صدق الحد عليه، والجمهور على تحريم القراءة به على اعتقاد أو إيهام أنه قرآن، أما القراءة به لما فيه من الأحكام الشرعية أو الأدبية فلا خلاف في جوازها، وذلك كقراءة ابن مسعود : فصيام ثلاثة أيا متتابعات في المائدة بزيادة متتابعات، وبها أخذ أبو حنيفة تتابع صيام كفارة اليمين، وكالقراءة المنسوبة لعمر بن عبد العزيز وأبي حنيفة في : إنما يخشى الله من عباده العلماء برفع لفظ الجلالة ونصب العلماء، ووجهت بأن الخشية فيهل استعارة للجلال والتعظيم، أي إنما يجل الله العلماء من عباده ويعظمهم كما يجل المهيب المخشي من الناس بين جميع عباده، وكقراءة الأعمش : وكان عبدا لله وجيها في الأحزاب