أما مقدار التلقين في الإفراد والجمع فمفوض إلى رأي الشيخ وحال القارئ وقوة قبوله، وبعض المشايخ لا يزيد على عشر مطلقا وبعضهم يأخذ في الإفراد بنصف حزب وفي الجمع بربع حزب.
( ويشترط ) على مريد القراءات ثلاثة شروط :
أن يحفظ كتابا يعرف به اختلاف القراء،
وأن يفرد القراء رواية رواية
ويجمعها قراءة قراءة
حتى يتمكن من كل قراءة على حدة وحتى يكون أهلا لأن يجمع أكثر من قراءة في ختمة.
وللشيوخ في كيفية الجمع ثلاثة مذاهب :
الأول : الجمع بالحرف وهو طريق أكثر المصريين و المغاربة وكيفيته أن يشرع في القراءة فإذا مر بكلمة فيها خلف أصولي أو فرشي أعاد تلك الكلمة بمفردها حتى يستوفي ما فيها من الخلاف، فإن كانت مما يسوغ الوقف عليه وقف واستأنف مابعدها وإلا وصلها بآخر وجه انتهى إليه حتى يصل إلى وقف فيقف
( مثاله ) وقالت هيت لك فيقول : هِيتَ هَيتُ هَيتَ هئتُ هئتَ لك، وإن كان الخلف مما يتعلق بكلمتين كمد المنفصل والسكت على مفصول وقف على الكلمة الثانية إن حسن واستوعب الخلاف ثم انتقل إلى ما بعدها على هذا الحكم، وهو أوثق في استيفاء أوجه الخلاف وأسهل وأخصر في الأخذ ولكنه يخرج القارئ عن رونق وحسن أداء التلاوة.
الثاني : الجمع بالوقف وكيفيته : أن يبدأ القارئ بقراءة من قدمه من الرواة، ولا يزال بذلك الوجه حتى يقف على وقف يسوغ الإبتداء بما بعده ثم يعود إلى القارئ الذي بعده إن لم يكن وافقه في قراءته ثم يفعل ذلك بقارئ قارئ حتى ينتهي الخلف ويبدئ بما بعد ذلك الوقف على هذا الحكم وهو مذهب الشاميين وهذا المذهب أشد في الإستحضار وأسد في الإستظهار وأطول زمانا وأجود مكانا وبه قرأت على عامة من قرأت عليه مصرا وشاما وبه آخذ.