وهو من الاجتباء، قال الله تعالى عن إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام: ﴿اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [النحل: ١٢١]، وقال الله تعالى: ﴿هُوَ اجْتَبَاكُمْ﴾ [الحج: ٧٨] أي اختاركم واصطفاكم. والله أعلم.

ولو شاء ما أشركنا قد جاء مفردا بالأنعام واقرأ ما عبدنا بغيرها
أي: وقل (لو شاء الله ما أشركنا) بالأنعام في ﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا﴾ [الأنعام: ١٤٨]، أما في غير الأنعام فقل (ما عبدنا) وذلك بالنحل في ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدنَا مِنَ دُونِهِ مِنَ شَيءٍ نَحْنُ وَلا آبَاؤُنَا﴾ [النحل: ٣٥] والله أعلم.
ولفظ فأنجيناه بالهمز خصه بالأعراف نمل عنكبوت ترى الهدى
كذا الشعرا مع نوح أنجاهم اخصصن بيونس ياذا واحذف الهمز في سوى
أي: واخصص لفظ (فأنجيناه) بالهمز بالأعراف في ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْك﴾ [الأعراف: ٦٤]، وفي ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا﴾ [الأعراف: ٧٢]، وفي ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ﴾
[الأعراف: ٨٣]
وبالنمل في ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ﴾ [النمل: ٥٧].
وبالعنكبوت في ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [العنكبوت: ١٥].
وبالشعراء مع نوح عليه السلام في ﴿فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ [الشعراء: ١١٩].
وقوله: (أنجاهم اخصصن بيونس) أي: واخصص لفظ (أنجاهم) بيونس في ﴿فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ﴾ [يونس: ٢٣].


الصفحة التالية
Icon