ابتدأ الناظم رحمه الله بالبسملة اقتداءً بكتاب الله عز وجل وسيرًا على نهج رسول الله ﷺ والصحابة رضي الله عنهم أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. إذ التسمية عند بدء كل عمل مطلوبة، حرص عليها رسول الله ﷺ وحث عليها، كما صح عنه ﷺ أنه كتب إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام، فكان في كتابه إليه "بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى".
ومعنى البسملة في هذا المقام هو: بسم الله الرحمن الرحيم أنظم، أي أضع هذا النظم مستعينًا بالله عز وجل.
إلهي لك الحمد الذي أنت أهله...... وأوفى صلاة للذي جاء بالهدى
بعد البسملة شرع الناظم رحمه الله في حمد الله عز وجل والثناء عليه وبدأ بداية طيبة فقال: (إلهي لك الحمد) فبدأ بكلمة (إلهي) وفي تقديمها في الكلام تعظيمًا وتبركًا، وتقدير الكلام: يا إلهي، حذفت ياء النداء للقرب، قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: ١٨٦]، والإله هو المعبود المعظم، وأما معنى قولنا (لا إله إلا الله) أي لا معبود بحق إلا الله عز وجل، فهو سبحانه المستحق للعبادة.
قوله: (لك الحمد) أسلوب قصر لأنه قدم الجار والمجرور (لك) على الاسم (الحمد). والحمد هو الشكر والرضا من حَمِدَهُ كَسَمِعَهُ تقول: حَمِدَهُ حَمْدًا ومَحْمِدًا ومَحْمَدًا ومَحْمِدَةً ومَحْمَدَةً.
وفرق قوم بين الحمد والشكر فقالوا: إن الحمد يكون باللسان والشكر يكون بالعمل بالجوارح لقول الله عز وجل: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً﴾ [سبأ: ١٣]. وقيل: الشكر يكون مقابل إحسان أما الحمد فلا يشترط فيه ذلك. وقيل: إن الحمد يكون خاصًا بأمور لا يختص بها الشكر. فتقول: حمدته على حسن خلقه وحمدت فيه حسن خلقه، ولكن لا تقول شكرت فيه حسن خلقه. وقيل غير ذلك.


الصفحة التالية
Icon