والألف واللام في (الحمد) للاستغراق. فمعناه كل المحامد لله عز وجل، قال الله تعالى: ﴿فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ...﴾ [الجاثية: ٣٦] الآية.
قوله: (الذي أنت أهله) هو من أعظم الثناء، فما من أحد يستطيع أن يؤدي شكر نعمة الله عز وجل على وجه التكافؤ، فنعم الله عز وجل على الإنسان لا تعد ولا تحصى، والنعمة الواحدة لا يستطيع أحد أداء شكرها فكيف بكل هذه النعم. قال عز وجل: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا﴾ [إبراهيم: ٣٤]، والأمر يحتاج من الإنسان أن يتأمل ويتدبر في نعم الله عز وجل عليه وكيف يكون حاله إذا سلب نعمة واحدة من نعم الله عز وجل عليه؛ فالبصر نعمة والسمع نعمة والكلام نعمة، والوالدين نعمة، والطعام والشراب نعمة، وما ينقل الإنسان من مكان لآخر نعمة، والرسول ﷺ والإسلام أعظم نعم الله عز وجل علينا، فلله الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
وقوله: (أهله) أي جدير به وحقيق أن توصف به، وكما جاء في الأثر (أهل الثناء والمجد).
قوله: (وأوفى) من وَفَى يَفِي وفاءً، وأوفى فلانًا حقه أي أعطاه إياه تامًا وافيًا من غير نقص.
قوله: (وأوفى صلاة للذي جاء بالهدى) أي أتم وأعظم صلاة على الذي جاء بالهدى وهو المصطفى صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقّ﴾ [التوبة: ٣٣].