أي: وقل (لم تلبسون الحق) بعد (تشهدون) بآل عمران بربع (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال) في ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ. يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ. وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَاب﴾ [آل عمران: ٧٠ـ ٧٢].
وقوله: (وقل قبله انتفى) أي: وقد انتفى وجود لفظ (قل) في هذا الموضع فيكون المتشابه مع هذا الموضع هو بربع (كل الطعام)، وذلك في ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ. قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً﴾ [آل عمران: ٩٨ ـ ١٠٠]. والله أعلم.

وقل كذبت رسل بتاء سوى الذي لدى آل عمران وفيها بغير تا
أي: وقل (كذبت رسل) بالتاء في غير آل عمران وذلك بالأنعام في ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا﴾ [الأنعام: ٣٤]، وبفاطر في ﴿وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ﴾ [فاطر: ٤].
أما بآل عمران فقل (كذب رسل) بغير تاء وذلك في ﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ﴾ [آل عمران: ١٨٤].
وإن تحسنوا مع تتقوا اقرأ مقدمًا كذاك خبيرًا معه في سورة النسا
أي: واقرأ (وإن تحسنوا وتتقوا) ومعه (خبيرًا) مقدمًا بالنساء في ﴿وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً﴾
[النساء: ١٢٨]


الصفحة التالية
Icon