والصلاة من الله عز وجل على رسوله ﷺ هي ثناؤه عليه في الملأ الأعلى وإعلاء ذكره وتشريفه صلى الله عليه وسلم.
وأما ما ورد من تفسير الصلاة بالرحمة فرده بعض أهل العلم لقوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾ [البقرة: ١٥٧] فعطف الرحمة على الصلوات، فدل ذلك على كونهما مختلفتين لأنه لو كان معنى الصلاة هو الرحمة لكان معنى الآية: أولئك عليهم رحمات من ربهم ورحمة، قال ذلك غير واحد من أهل العلم.
والكلام على الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ يطول ذكره وفيه كلام كثير لأهل العلم رحمهم الله، فمنهم من أوجبها كلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من أوجبها مرة في كل مجلس يذكر فيها النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من أوجبها مرة واحدة في العمر، ومنهم من جعل الأمر فيها على الاستحباب وليس هذا موضع بسط ذلك، ولكن نشير إلى أنه لا ينبغي لمسلم أن يذكر عنده النبي ﷺ ثم لا يصلي عليه، بل ينبغي عليه أن يصلي ويسلم علي النبي ﷺ كلما ذكر وابتداءً بدون أن يذكر؛ حتى ينال الثواب من الله عز وجل.
فعنه ﷺ أنه قال: ((من صلى عليَّ حين يصبح عشرًا وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي يوم القيامة)).
وقال - ﷺ - أيضًا: ((من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشرًا)).
وقال - ﷺ - أيضًا :((من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات)).